بين أهمية الخبرة العملية والمهارة مع شهادة جامعية ودراسات عليا مثل (الماجستير، الدكتورة).. أو الشهادات المهنية فقط، يدور الجدل غالبًا على هذا الموضوع خاصة من إدارة التوظيف في الجهات ورواد الأعمال؛ فهناك طائفة من الناس الذين يجهدون للحصول على خبرات عملية أكثر مع شهادات أكاديمية ودورات تعليم مستمر، وآخرون يعلّقون أهمّية على تجميع في الشهادات المهنية فقط.. وعلى الرغم من تطوير العديد من الشهادات المهنية على مدى العقود العديدة الماضية لضمان تعليم موحد متعمّق وأكثر تخصّصًا، إلا أنهم بعض رواد الأعمال يرون أن الخبرة العملية هي الأهم من أجل إنجاح مشاريعهم، بخاصة تلك المشاريع المهنية والتقنية التي تعتمد على المهارة والخبرة الكبيرة في هذا المجال.
الخبرة العملية واكتساب المهارة هي جد مطلوبة -على أي حال- معظم القطاعات الخاصة في السعودية تعتمد هذا النظام وتشترط مهارات محددة يجب توافرها في الموظف وخبرة بعدد السنوات، مثال على ذلك قطاع البنوك والتأمين والتمويل.. إلخ، فالمعلوم لديهم أن أي شخص خبرته مثلاً عشر سنوات ويحمل مؤهل دبلوم أو تعليم ثانوي في العمل أفضل من موظف جديد يحمل شهادات مهنية بدون أي خبرة عملية تذكر. فالأول يفيد الشركات أكثر، لأنه يحمل شهادة مهارة (خبرة) ولديه مهارات عملية قد يدرب غيره من الموظفين الجدد عليها مثلاً. هل هذا الشخص إذا لم تكن لديه شهادة خبرة ومهارة سيفيد المنشأة في رأيكم. ونقيس على ذلك العديد من المهن التي تتطلب الجانب العملي وخبرة العمل في الميدان.
والجدير بالذكر، يمكن لخبرة العمل أن تُظهر لصاحب المنشأة ما إذا كان المرشّح قادرًا على التعامل مع بيئات العمل الصعبة، والوفاء بالمواعيد النهائية، والعمل بشكل جيد ضمن فريق. وفي هذا السياق، هناك العديد من الشركات العالمية التي لا تضع الشهادة المهنية معيارًا أوّليًا للتوظيف، مثل: دار النشر الأميركيّة Penguin Random House الشهيرة وشركة «هيلتون» للفنادق العالمية وشركة IBM للبرمجيات. إلى ذلك، هناك العديد من المليارديرات ورواد الأعمال الذين لا يحملون شهادات مهنية، وتمكنوا من تحقيق مكانتهم وإبراز أسمائهم كشخصيات قيادية مثل: مؤسّس شركة Virgin ريتشارد برانسون، ومؤسّس شركة Dell مايكل ديل، ومؤسّس سلسلة مطاعم Wendy›s الشهيرة ديف توماس.
وفي الختام، الشخص الذي يمتلك الأساسيات التي تُمكنه من البقاء على اطلاع دائم بالاتجاهات الأكثر حداثةً، والتطورات في مجاله، مع الاستثمار في الحصول على درجة أكاديميّة أعلى يُشير إلى رغبته في بناء مستقبل مهني في هذا المجال وليس الاعتماد على الشهادة المهنية فقط.