صبار عابر العنزي
الحياة سريعة أسرع مما نتصور والأحلام والأماني والطموحات عابرة في حياتنا ولكن يبقى حلم يلح عليك وتسعى لتنفيذه لأنك تراه يحقق حاجة من حاجات المجتمع وإن كانت غير أساسية وثانوية ولكنها مهمة وذات مردود مادي ومعنوي وقبل ذلك ثقافي وتراثي ومكمل لحاجاتنا في مناسباتنا الوطنية والاجتماعية.
هناك عوائق قد تقف حائلاً دون تحقيق ذلك الحلم, وباختصار أنا أعرف ماذا أريد وأين اتجه ولدي الإصرار والطموح لتحقيق هذا الحلم لو توفرت الإمكانات ولكن الخطوة الأولى حائرة وصعبة وقد تواجهنا بعض العقبات والصعوبات والانتقادات ولكن سهل تجاوزها فكل إنجاز وهدف هو عبارة عن حلم وفكرة في الذهن تلح على صاحبها إذا كان هناك اعتقاد جازم بحاجتها...
وعندما يكون الحلم قابلاً لتحقيق فلا شيء يمكن أن يقف في طريقك إلا القدرات البشرية والمالية والفنية.
هذا الحلم عاش وتغلغل في وجداني فلا تسخروا، بل قيموا ذلك بكل إنصاف وهو باختصار هناك خلل كبير جدًا في طريقة لبس العقال والشماغ السعودي وكذلك البشت السعودي وخلل أكبر في تأدية العرضة السعودية بشكلها الصحيح من الأغلبية وممارسات غير موفقة في أداء بعض العرضات الشعبية بطريقة خاطئة.
فأنا امتلك الحافزِ والقوّة لتحقيق الهدف الذي ينمو داخلي لبذل مجهود أكبر للوصول إلى ما أريد واضعا أهداف عامة وخاصة للوصول للمبتغى فالطموح قوة لا يستهان بها والأهداف العامة هي تنمية القدرات الشابة لممارسة موروثها بطريقة صحيحة وتعزيز روح الولاء والمحافظة على مظهر مميز يجعل لنا خاصيتنا بين البشر وكذلك تحسين الصورة الذهنية للمواطن السعودي المتمكن في لبسة ومشاركته في أفراح وطنه ومجتمعة بطريقة صحيحة ولافتة.
فمن الأمور التي تزعجني (طريقة اللبس الخاطئ للعقال أو الشماغ أو البشت) كذلك إذا رأيت من يستخدم السيف وهو رمز لنا في العرضة السعودية بطريقة سيئة.
للأسف أغلبية من يشاركون بالأفراح أو المناسبات الاجتماعية يهينون السيف بطريقة الأداء الخاطئة.
كذلك تبث لنا بعض القنوات عروضاً تراثية تقدم بطريقة سيئة جدا وللأسف أن البعض يستمر في ممارسة ما تعلمه بالخطأ ويصر على أنه الصح ويشوه جمال هذا التاريخ التراثي العريق.
هناك أعداد كبيرة من الشباب والكبار لديهم الرغبة في تعلم ذلك ولكن لا توجد مراكز للتدريب لذا اقترح على وزارة الثقافة أو هيئة الترفيه أو القطاع الخاص إنشاء مراكز أكاديمية لتدريب الثقافات المتنوعة للتراث وتعليمها.
فبلادنا تمتلك ثروة هائلة من الموروث، بل يعد فريدًا ومتميزًا بأشكاله التراثية وفنونه المتناغمة مع طبيعة كل منطقة وهو أحد الشواهد التاريخية التي استعان بها عُلماء العلوم الإنسانية والأعراق على دراسة تاريخ الحضارات الإنسانية وثقافاتها...
ذكرت (واس) في إحدى التغطيات أن العرضات السعودية تبرز بأحوال الفرح، والقصد منها إظهار القوة والشجاعة وإيجاد الحماسة في النفوس وكلمة العرض تعني «الجيش الضخم» لذا حرص المؤسس - رحمه الله - على أدائها قبل انطلاق أي عملية توحيد وفتح جديد، لتصبح بعد ذلك رمزًا ثقافيًا عريقًا يُفتخر به.
ويحرص على تأديتها ملوك المملكة - رحمهم الله - وأطال الله بعمر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده بشكل مميز وُيستقبل بها كبار ضيوف الدولة من رؤساء دول وغيرهم.
فلنهتم بها فهي أهزوجة حرب وعرضة ملوك قال عنها عباس محمود العقاد - رحمه الله - إنها عرضه مُهيبة ومتزنة تثير العزائم، وهي أداء يُحيي في النفوس مشاعر الشجاعة لا سيما شجاعة الفرسان فلنحافظ عليها وعلى الإرث التراثي والثقافي ونعزز في نفوس النشء تأديته بشكل وقالب مقبول وسليم.