إيمان الدبيّان
الحوثيون عملاء الفُرس يستخدمونهم أدوات للضغط على المملكة العربية السعودية بإرسال صواريخهم ومسيراتهم على منشأة نفطية وحيوية في الأراضي السعودية ناسفين كل العهود والذمم الدولية.
بيان السعودية الأسبوع الماضي والذي تُخلِي فيه مسؤوليتها عن أي نقصٍ في إمدادات النفط للأسواق العالمية بسبب الاستهداف المستمر لمنشآتها النفطية من جانب الحوثيين في اليمن جعلهم يستهدفون بعملياتهم العدائية بمقذوفاتهم الصاروخية محطة توزيع المنتجات البترولية التابعة (لأرامكو) في شمال جدة، ومحطة المختارة في منطقة جازان، وعلى محطة توزيع الكهرباء في صامطة، وكذلك خزانات الشركة الوطنية للمياه في ظهران الجنوب، كلها في يوم واحد ولكنه الوطن السعودي الصامد الذي لن ينحني للمتطلبات والتهديدات ولن ينثني عن الانطلاق مع اليمن في المشاورات.
حرب طاقة قذرة تشعل شرارتها وتقودها إيران، وفي كل محاولة لا يجدون إلا الخيبة، لأن السعودية لا تتطاول على أحد ولكن عندما تُستهدف فإنها تعرف كيف توجع بردِّها، ومتى تأخذ حقها وبطريقتها وأدواتها، فتجعل كل معتدٍ عظة وعبرة لمن يتطاول أو يتحايل.
إذا كانت هذه الاستهدافات المتكررة اختبارا، فالنتائج ستكون للمخْتَبِر مُكلِفة، وإن كانت انتقاما فالردود حتماً سيجدونها مؤلمة، وبأيهما خُطِّط لها وغاياتها كانت فلن يتحقق ما يريدون من دولة تملك من البترول والغاز أكبر احتياطٍ عالمي، ولها ثقلها السياسي، وموقعها الاستراتيجي، إذا كانت الاستهدافات قبل الأخيرة سببا في إعلان السعودية إخلاء مسؤوليتها عن تحمُّل أي نقص في إمدادات الطاقة، فإني أتوقع بعد الاستهدافات الأخيرة إعلان سعودي قوي يكون له صدى مُدوِّي أكبر من صدى مقذوفاتهم، وأبلغ من كل استهدافاتهم.
القادم حتما سيكون عليهم أسوأ، وأكاد أجزم أنهم سيتجرعون ويلات فعلهم، فغباء الحوثي سيزيده لإيران ذُلاً، وسيُغرِقه في الدمار دهرا، في وسط عالم متفرج على ما يفعله دون موقف للحق صارم يردعه، فالمملكة دولة سيادية بقراراتها وإستراتيجياتها وقادرة على الرد على أي دولة أو جماعة صغرى أو كبرى معتدية بشكل معلن أو خفي، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، قادرة على ذلك في الوقت وبالطريقة والأداة التي تراها مناسبة لها، فقط مسألة وقت وسنرى الحق بالحزم منتصرا، ويتأكد العالم المتضامن أو المتفرج من المعتدي، ومن المستفيد؟!