عثمان بن حمد أباالخيل
الحياة جميلة ومبتسمة في وجوه الناس وليس لها وجهان كما يظن البعض، الحياة تبتسم وتعبس في وجوه الناس حسب خياراتهم وقراراتهم، لكنها مبتسمه دائما ويظن أنها عابسة ويلومها، فكيف يلوم من وجهها جميل. للأسف الكثير يعلق سبب فشلة حسب نظرته للحياة ويجعلها شماعة ولماذا نتهرب نحن من حملها، هل لثقلها أم لخجلنا منها أم هي المماطلة التي يعشقها البعض ويقول ليس لدي الوقت اليوم سأفعل ذلك لاحقاً. أم هي المبررات التي قد يطلقها كلا منا ويجد التبرير لأي موقف أو قرار أو سلوك معين فقط لإقناع النفس لما قامت به ولتبرير النتيجة التي وصل إليها فيستريح ويستكين؛ هروبًا من الشعور بالتقصير إنها شماعة. من السهل والسهل جدًا أن يجد الإنسان شماعة يعلق عليها ما وصل إليه ولكل مرحلة عمرية شماعات (لا تُعلّق أخطاءك على شماعة الحياة، الحياة ليست شماعة).
كثيرة هي الشمّاعات التي يستخدمها الناس للهروب من الواقع أو الخوف من مواجهة الحقيقة التي لا تعجبهم والتي تؤكد فشلهم الوصول إلى هدفهم أو محاولة الوصول. مئات الشماعات التي نعلق عليها إخفاقاتنا، لقد ميّزنا الله عن الكائنات الأخرى بعقولنا الناضجة. مميز ذلك الإنسان صاحب الشماعة الإيجابية فهو هنا يضع جميع إنجازاته على شماعته الخاصة فهي دائما تصاحبه مثل ظله لكي يقوى بها دائما لديه القدرة على حل أي مشكلة أو عقبة تقابله عكس ذلك الإنسان السلبي الذي يدور حول نفسه يلومها على التعثر أو عدم تحقيق الهدف. من صور الشماعات التي نراها تحدث في محيطنا الاجتماعي، لم يكمل دراسته لأنه مهمل فيقول (عين)، فارقته زوجته لأن أخلاقه سيئة فيقول (عين)، من يشكو من ألم مزمن، فإن لم يجد له سبباً عند الطبيب أعتقد مباشرة أنه مصاب بالعين، هنا العين هي الشماعة يتكل الكثيرون على الحسد، ويبررون كل أخطائهم وخسائرهم، ويعلقونها على شماعة الحسد. ابن خالي السبب، مديري في العمل هو السبب، تأخرت في النوم جرس الإيقاظ لم يشتغل، أختي كانت تكرهني، أفعال الغير السبب، اختياري كان هكذا، زوجتي لم تحضّر حقيبة سفري، قائد السيارة التي أمامي توقف فجأة فارتكبت الحادث.
لا تعلق أخطاءك على شماعة الآخرين وتبرئة نفسك من الأخطاء وتشير بأصابع الاتهام لمن حولك. يسمي علماء النفس هذا النوع من السلوك «بالإسقاط»، فالإسقاط هو حيلة دفاعية ينسب فيها الفرد عيوبه للناس، وكن واقعيا فلا تفرط في اتهام الآخرين، ولا تفرط في جلد الذات فكل إنسانا مُحملا بشماعات. يحز في نفسي أن أرى البعض يدافع عن الذين يحملون أخطاءهم للآخرين ويجعلونهم شماعة أليس هذا قصر نظر وثقافة الوقوف مع المخطئ. نحن بحاجة إلى أن نبعد الشماعات وندير لها ظهورنا ونعترف ونصحح.
همسة: (الفاشل من يعلق أخطاءه على الآخرين).