محمد العبدي
حين وضعتنا القرعة في المجموعة الحديدية مع اليابان وأستراليا والصين والمتطور فيتنام، بدا الوضع صعبًا والتفاؤل نسبيًا لدى المشجع السعودي، لكن كان وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز الفيصل واتحاد الكرة برئاسة ياسر المسحل لهم رأي آخر، بهدوئهم ورزانتهم وتعاطيهم الرزين مع الأحداث، فكان اختيار المدرب المناسب جدًا والناجح هيرفي رينارد ودعمه والوقوف معه وتركت له حرية الاختيار والتصرف والوقوف أمام بعض الملاحظات التي يفتقد كثير منها للمهنية بتجاهلها ودعم الأجهزة الفنية والإدارية بالمنتخب، فمضى الأخضر لتحقيق هدفه لفريق مدهش وتصدر مجموعته بجدارة ولا أدل على ذلك من تأهله للمرة الثانية تواليًا وقبل الختام بمباراتين. هذا التأهل يسجل للوزارة وللاتحاد السعودي لكرة القدم، فقد تعاملا مع المرحلة بهدوء وصمت العقلاء وعمل الكبار المخلصين، فلم نشهد للمرة الأولى في تاريخ المنتخب الذي تأهل خمس مرات للمونديال قبل هذا التأهل تشكيكًا كما السابق في النجوم والاختيارات والنيل من اللاعبين بدافع الميول، ذلك اختفى من البرامج التي تبث عبر القنوات السعودية الرسمية، ذلك لم يكن صدفة، بل إن الوزارة والاتحاد كان لهما رأي في بعض الضيوف المؤدلجين فانتبهوا لهذا الجانب وتم إبعاد كل المحبطين للمنتخب والنجوم، فسلم الأخضر واتجه الهجوم للوزارة والاتحاد برئيسه وأمينه وبعض أعضائه عبر منابر أخرى، فنجحوا في حماية المنتخب حتى التأهل ولم يضيرهم هجوم المؤدلجين.
بصراحة وموضوعية هذا التأهل بجدارة متناهية وبأداء مختلف كان الأهدأ، فلا الوزير ولا المسحل ومساعدوه ولا المدرب ولا اللاعبون تحدثوا أو برروا أو هاجموا أحدًا، فالعمل بإخلاص ودهاء كان شعارهم وكان الانتصار حقًا لهم.
شكرًا لمسؤولي الرياضة.. شكرًا للمدرب.. شكرًا للجهاز الإداري بقيادة حسين الصادق، فقد أنجزتوا عملاً رائعًا وحققتوا نجاحًا مذهلاً، سيسجله التاريخ وتحفظه الأجيال، فالأفعال هي التي تبقى ويحفظها التاريخ.
مبروك للوطن توالي إنجازاته وانتصاراته على كافة الأصعدة وبالتأكيد الجميع يسجل بمزيد من الفخر والاعتزاز لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هذا التطور المذهل في الرياضة التي تحظى بدعم لا محدود وغير مسبوق من سموه الكريم لهذا القطاع المهم الذي لم يخذله مسؤولوه فحققوا النجاح المأمول..
مبروك للوطن قيادة وشعبًا..
المجد للمملكة العربية السعودية..