د. أبو أوس إبراهيم الشمسان
8 -حسن ظاظا(1919-1999) (من مصر):
حين عدت من البعثة كان الدكتور حسن ظاظا يعمل في القسم، يعلم اللغة العبرية وعلم اللغة وفقه اللغات السامية، وله اهتمام بالفكر اليهودي حتى كتب عددًا من الكتب عنه. والدكتور علامة موسوعي الثقافة، تسأله بأي شيء فيفيض في إجابته إفاضة مدهشة.
بعد فراغ المكتب الذي في جواري انتقل إليه، وكان يترك بابه مفتوحًا كلما جلس فيه فيتحول المكتب إلى حلقة علمية، سئل يومًا عن اسمه فذكر أن عائلته كردية، وعدد من العائلات في مصر كانت كردية الأصل. ورأيت د. عبدالوهاب المسيري عنده يعرض عليه بعض مسودات موسوعته (اليهود واليهودية والصهيونية).
تخرج حسن محمد توفيق ظاظا في جامعة القاهرة بليسانس اللغة العربية واللغات السامية عام 1941م. ثم سافر إلى فلسطين ليحصل على الماجستير عام 1944م. في الأدب العبري والفكر اليهودي من الجامعة العبرية بالقدس، وتهيأ له أن سافر إلى فرنسا فحصل على دبلوم الدولة العالي في الآثار وتاريخ الفن والحضارة من مدرسة اللوفر بباريس عام 1951م. ثم دبلوم مدرسة اللغات الشرقية بباريس عام 1955م، وفي عام 1958م. حصل على دكتوراه الدولة في الآداب من السوربون، بدرجة الشرف الأولى. بدأ في عام 1969م. تعليم الدراسات اللغوية بجامعة الإسكندرية، وتنقل للتعليم في عدد من الجامعات العربية كان آخرها جامعة الملك سعود، وظل يعمل فيها حتى بلغ سنًا لا تعاقد بعده، فانتقل ليعمل مستشارًا في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض.
وعلى الرغم من كبر سنه وأحواله الصحية ظل متفانيًا في إثراء الجو الاجتماعي بمحاضراته وببحوثه في المجلات المختلفة، وبكتابته الصحفية في صحيفة الرياض في زاويته الممتعة (الكشكول)، وأحسنت الصحيفة في نشرها في مجلدين من سلسلة كتاب الرياض.
أثرى الدكتور حسن ظاظا المكتبة العربية بكتب لغوية وفكرية، ومن كتبه اللغوية: (اللسان والإنسان: مدخل إلى معرفة اللغة)، (كلام العرب: من قضايا اللغة العربية)، (الساميون ولغاتهم: تعريف بالقرابات اللغوية والحضارية عند العرب)، ومن كتبه الفكرية: (الفكر الديني الإسرائيلي أطواره ومذاهبه)، (شريعة الحرب عند اليهود (بالاشتراك)، (القدس مدينة الله؟ أم مدينة داود؟)، (الشخصية الإسرائيلية)، (أبحاث في الفكر اليهودي)، (إسرائيل ركيزة للاستعمار بين المسلمين)، ومن أهم البحوث المنشورة في المجلات: «أثر سيبويه في نشأة النحو العبري».
9-يوسف عز الدين (1922- 2013)(من العراق):
حين عدت من البعثة كان الدكتور يوسف ينهي آخر فصل دراسي له في القسم، والدكتور يوسف عز الدين أحمد السامرائي يجمع بين الإبداع والعلم الأكاديمي؛ فهو شاعر ومسرحي وأستاذ جامعي. عمل في التعليم في وقت مبكر، كما كتب الأشعار في حداثته. فكان مدرّسًا ابتدائيًا حتى التحق بكليّة الآداب في جامعة الإسكندرية فدرس المرحلة الجامعية ثم نال الماجستير، أما الدكتوراه فمن جامعة لندن. وفي كليّة الآداب في جامعة بغداد علّم الأدب العربي الحديث.
ولما اتصف به الدكتور من قدرات إبداعية ومعرفة أكاديمية اتصلت حياته العلمية بالمجامع العلمية ابتداءً من المجمع العلمي العراقي عام 1961م. ثم كونه عضوًا في الجمعية الملكية للآداب في لندن، ومجمع اللغة في القاهرة ودمشق والأردن.
أثرى المكتبة العربية بجملة من دواوين شعرية وعدد كبير من المؤلفات والدراسات والمحاضرات التي ألقاها. فمن الأشعار (في ضمير الزمن)، (ألحـــان)، (لهاث الحياة)، (من رحلة الحياة)، (همسات حبّ مطوية)، (صدى الطائف)، (شرب الملح)، (النغم الحائر)، (أيام ضاعت)، (أوجاع شاعر)، (ليس يدري مصيره)، (رجع الصدى)، (وفاء الحسان)، (حنين الهمس)، (هكذا يا بغــداد!).
ومن رواياته ومجموعاته القصصية (قلب على سفر)، (ثلاث عذارى)، (النورس المهاجر)، (وعادت الذكرى بغرائبها وطرائفها)، (إلى الديار الممنوعة: غرائب السفر وطرائفه)، (حلو الذكريات ومرّها).
ومن دراساته الأدبية والفكرية: (الشعر العراقي أهدافه وخصائصه في القرن التاسع عشر)، (الشعر العراقي الحديث والتيارات السياسية والاجتماعية)، (في الأدب العربي الحديث: بحوث ومقالات)، (الاشتراكية والقومية وأثرهما في الشعر العربي الحديث)، (شعراء العراق في القرن العشرين – ج1)، (الرواية في العراق: تطورها وأثر الفكر فيها)، (القصة في العراق: جذورها وتطورها)، (إبراهيم صالح شكر: بواكير النثر الحديث في العراق)، (قول في النقد وحداثة الأدب)، (فصول في الأدب الحديث والنقد)، (التجديد في الشعر الحديث - بواعثه النفسية وجذوره الفكرية)، (بين الحداثة والمحافظة: دراسة نقدية للشعر المعاصر)، (أثر الأدب العربي في مسرى الأدب الغربي)، (آراء نقدية نجت من الوأد)، (قديم لا يموت وجديد لا يعيش: آراء نقدية صريحة في الحداثة والأدب)، (مخطوطة شعر الأخرس)، (من رواد الفكر الحديث في العراق: فهمي المدرس)، (تطور الفكر الحديث)، (قضايا من الفكر العربي)، (التحدي الحضاري والغزو الفكري)، (تراثنا والمعاصرة).
ومن جهوده في التاريخ وتحقيق المخطوطات: (داود باشا ونهاية المماليك في العراق)، (مخطوطات عربية في مكتبة صوفيا الوطنية)، (النصرة في أخبار البصرة لأحمد نور الأنصاري).