ميسون أبو بكر
اختلفت النظرة اليوم بسبب عوامل كثيرة إلى آلية العمل والدوامات لعل من أهم أسباب التغيرات الجذرية التي حدثت في بيئة العمل هي كورونا وما ألزم به الناس خلالها من العمل عن بعد والدراسة عن بعد والاجتماعات كذلك.
العودة للنمط المعتاد الذي بدأ تدريجياً في كل مرافق الحياة لم تكن سهلة لكنها كانت مشجعة بعد قطيعة دامت أشهرًا، وحيث إن الإنسان هو كائن اجتماعي فهو يتوق للتواصل والعمل مع الآخر كما أن الإنجاز حسب دراسات متعددة يكون أكبر في ظروف الالتحاق بأجواء العمل المعتادة ومشاركة الآخرين التفكير والعمل الجماعي، ويكون مشجعاً لأنه يلزم المرء بطقوس معينة قبل الخروج من المنزل يتطلب أناقة معينة وهنداماً يليق ونشاطاً جسدياً ومعنوياً.
قابلت مؤخراً أشخاصاً مبدعين خلاقين كانوا جسور محبة لأماكن عملهم وكانوا مرايا لبيئة العمل التي يعملون بها، وبمناسبة يوم المرأة العالمي سأخص نماذج من النساء بالذكر في مقالي هذا قابلتهن مؤخرًا فإلى الآن يعبق في ذاكرتي لقائي بالأستاذة مي الصقير في مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية وهي تبهرك بروحها الوثابة وتعاملها مع زملائها وإدارتها التي تعكس روح الود بين زملاء العمل وتضفي أجواء تحفز على الجد والاجتهاد والولاء للعمل، ولعلك تجد أصداء ما أكتبه عن مي في التعليقات على تغريدة غردت بها بتويتر بعد لقائي بها وبزملائها وما هذا إلا انعكاس لقائد المكان الدكتور عبدالله بن حمد بن زرعة الذي سمعت عنه الكثير والذي يعتبر نموذجاً يحتذى به لرب العمل.
مشاعل الحمين مديرة التأهيل بمركز الأمير سلطان الطبي في تركي الأول تتحدث بحب عن ثقافة المؤسسة التي تعشق العمل فيها وتقول من شروط الانتماء والولاء للمؤسسة (حسب نظرتها) هو «اجتياز اختبار المواهب وليس القدرات» وهذا ما أؤمن به فالموهبة في التوجه الدراسي هي التي تحكم التخصص والتوجه الدراسي، والموهبة في العمل هي التي تحسّن الأداء والقدرات على الإنجاز والعطاء.
هناك بيئة عمل جاذبة سواء جمال المكان ونظافته وأركانه ووجود آلات رياضية لاستخدامها وقت راحة الموظف والأهم زملاء لديهم روح المنافسة الشريفة والانتماء للعمل ثم قائد إيجابي تحت مظلته ينشط كل هؤلاء بعمل خلاق وشعور بالانتماء للمكان.
ولعلنا بدلاً من أن نقصد المكتبة لنشتري كتاباً قد يساعدنا في التعامل مع مدراء مرضى وعصبيين ومحبطين فإننا نقتني كتاباً حول كيف تكون موظفاً مبدعاً؟ وكيف تنمّي روح الانتماء لعملك؟ وكيف تنشر السعادة في المراجعين ومن حولك.تحية لماجدة العثيم في هيئة الصحافيين السعوديين ود. هناء الشبلي في جسفت ولآخرين وأخريات هم مصدر سعادة ومحبة في وظائفهم.