تحدثت في الحلقة الماضية عن هذه المقالات (أكثر من موضوع) وقلت إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم.. أفشوا السلام بينكم) وأضفت أن بعض الناس الآن قلّ اهتمامهم بالسلام، فبعضهم لا يؤديه، وبعضهم لا يرد عليه.
وأضيف اليوم أن بعض المواطنين إذا أقبلوا على أشخاص جالسين وقفوا وقالوا (السلام نظر) أو (السلام تحية)، ويجلسون حيث انتهى بهم المجلس. وهذا مسموح وجيّد،
ولكن بعض ربعنا -هداهم الله- يبدأ أحدهم بالجالسين واحدًا واحدًا، فردًا فردًا، يسلم عليهم، ويضطرهم للقيام الذي يكلف بعضهم، ولا يكتفي بالمصافحة بل لا بُدّ من المعانقة، وأحياناً تقبيل الأنوف، وبُغْضُهُ جاء من أن الأفواه تقرب من بعضها، وهذا السلام موجود عند بعض الأعراب، وموجود عند بعضنا، وموجود في بعض دول الخليج.
وهذا السلام.. أقصد (سلام الأنوف) من العادات التي يجب التخلص منها، كما تجب محاربة (الكبك) و(البخور) وغيرهما -في رأيي-
اللهجات
قبل سنوات كتبت مقالاً في هذه الجريدة، وبالتحديد في العدد تاريخ 20-09-1406هـ ذكرت اختلاف اللهجات بين بعض الدول العربية، بل.. بين مناطق الدول، بل.. بين بعض القرى القريبة من بعضها، وأوردت أمثلة لبعضها، مثل:
زعيم عربي (مات ميتة سيئة) زار دولة عربية فرأى شارعًا باسم عائلة من ذلك البلد، وهذا الاسم يعني شيئًا سيئًا في بلد ذلك الزعيم، فاستنكر وجوده، واقترح عليهم أن يسموه باسمه هو، فوافقوا، ولكنهم أضافوا في لوحة الشارع (سابقاً).
ومثال آخر في مصر شارع الخولات.. اقْتُرحَ عليهم تبديل اسمه إلى (شارع الضباط)، وكتب في آخره (سابقاً).
والأمثلة كثيرة.. أذكر أن في قريتنا (البير) وهو أحد مراكز حي (المحمل) الذي قاعدته (ثادق) نسمي الدخن باسمه، سواء قمحًا أو مطبوخًا.. بينما في أحد مراكز حي الشعيب الذي قاعدته (حريملاء) يسمون الدخن إذا كان قمحًا باسمه هذا، ولكن إذا طبخ فإن اسمه يصبح (عصيداً). وهكذا.
لغويات
بعض العرب لا يطيقون الخفض وهو الكسر في بعض الكلمات، وهذه لهجة، فنجدهم يقولون (نباه) بدل (نبيه)، ومن قولهم: اللي ما (يبانا) ما (نباه)، ومنه (عليكم) ينطقونها (علاكم)، وللأستاذ عبد العزيز بن محمد الفيصل كتاب ضخم من ثلاثة مجلدات، وهو مجموعة زوايا كان نشرها في جريدة الجزيرة.
إحدى زواياه قال فيها إن (خشم العان) نسبة إلى العين التي يسار طريق الخرج (هيت).
«حرف الشين بدل الكاف
ومن العرب من ينطق ويثبت حرف الشين بدل حرف الكاف، لنسمع أحد المغنين في جنوب الجزيرة العربية يقول لصاحبته (والجمل اللي رحل بش) ويقصد (بِكِ).
وفي وسط نجد هنا بعض العرب يبدلون الكاف التي يستصعبون نطقها بـ(الشين)، مثل العتك بـ(العتش) وهو الوادي الذي بين العرمتين والآن (حفر العتش) (محطة العتش) وهكذا، وهذه هي الكشكشة وهي لغة.
الكسكسة
وهي لغة أيضاً، وتنطق الكاف بين السين والتاء، وهي لمخاطبة المرأة فيقولون (وش لونك) لمخاطبة المرأة بدل (وش لونِكِ؟).
وش لونك
وهذه عندنا في نجد بمعنى (كيف حالك؟)، وليست سؤالاً عن اللون (كما يتوهم البعض)، ولكن ربعنا أبغضوها كما أبغضوا بعض الكلمات والمسميات القديمة، مثل ثوب المرأة (الدراعة) أبدلوها بـ(الفستان)، ومثل شعر (الحاجبين) أبدلوه بـ(البوية والحبر).
صلى الله عليه وسلم
أبدله بعض الكتّاب والمؤلفين بـ(صلعم) و(ص)، وهذا سيئ جداً، أرجو الإقلاع عنه، وكنت كلما رأيتهما أزيلهما وأكتب (صلى الله عليه وسلم)، والغريب أن أحد كتّابنا ومؤلفينا لم يستنكر وجودهما.
وآله وأصحابه
وكنت كلما رأيت (صلى الله عليه وآله وسلّم) أضيف و(أصحابه) رضوان الله عليهم، وهذا في كتابات (أحدهم).
وكنت -وغيري- لاحظنا على هذا الكاتب ونبهناه لعله يرعوي، ولكنه لم يفعل، واستمر في عدم ذكر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وأصحابه وسلّم، ولله في خلقه شئون!
والله من وراء القصد
هذه العبارة يرددها بعض الكتَّاب في ختام كتاباتهم، ولم أستسغها، ولم أعرف معناها، والله أعلم.
وفي القرآن الكريم {وعلى الله قصد السبيل}.
رحمكم الله
أيها الإخوان -أقصد أيها الإخوة الكتَّاب وأيتها الأخوات الكاتبات فضلاً -لا أمرًا- قولوا وقولنْ (تقنية) اللطيفة بدل (تكنولوجيا) ثقيلة الدم وقولوا -لو سمحتم-:
(آلي) بدل (أوتوماتيك)
وقولوا -أيضاً- (ولا تهونون) (التكرونية) بدل (الإلكترونية) فهي أسرع وأخف على لسان الإنسان أيها الإنسان من الإنس والجان.
التاريخ الهجري
يا ناس لا تهملوه لا (تشطبوا) عليه، صح أن التاريخ الميلادي أدق، ولكن يجب الإبقاء على الهجري، فهو رمز من رموز ديننا في المناسبات الدينية: هجرة المصطفى صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلّم. والصوم والحج والعيدين، لاحظت مع الأسف غياب التاريخ الهجري من بعض الأقلام، وهذا لا يجوز ولا ينبغي.
والسلام عليكم وعليكن ورحمة الله وبركاته.
** **
مكتبة قيس للكتب والجرائد القديمة - الرياض البير