طفلة النفيعي
استخدم الإنسان القديم الكتابة للتسجيل والتدوين مُنذ الأزل، وعرفت البشرية الكتابة في عام 3600 قبل الميلاد كان البشر يكتبون على الصخور والجلود والألواح الطينية في بادئ الأمر وذلك بنقش ورسم رموز وصور أحداث وتواريخ مهمة في حياتهم اليومية، كما أن الكتابة أيضاً وسيلة اتصال تعبر عنهم.
أما الكتابة على الورق مثل الذي اكتب لكم عليه الآن أعزائي القراء فقد عرفها الإنسان في عام 123 قبل الميلاد وأول من اكتشفها الصينيون. وصاحب براءة الاختراع «سيلون» كان موظفاً في بلاط الإمبراطور الصيني.
أما الكتابة التي أعنيها في هذا المقال فهي عملية تفكير.. وخواطر ومشاعر دافعية تختلج داخل الذات والروح وهي عملية ليست سهلة في حال الرغبة الشديدة بنشرها للناس وللحياة.. حتى أن الكاتب يكون في حيرة من أمره، من أين يبدأ الكتابة؟ وكيف ومتى؟ يتدفق حبر القلم على الورقة البيضاء... (أو متى تعمل لوحة المفاتيح) لتوثيق ما يدور في مخيلته وتصوير الحالة الوجدانية التي يمر بها الكاتب. مع رغبة حميمية في أن يشاركه القراء بتفاصيل تلك اللحظة! لحظة مجيء فكرة الكتابة «على البال».
تذكرني هذه الحالة المزاجية للكتابة بإحدى الأغاني الجميلة لفنان العرب محمد عبده «على البال كل التفاصيل وأحلى التفاصيل» وإن كانت الكتابة في بعض الأحيان تشبه الولادة المتعسرة إلى حدٍ ما! التي جعلت أفراد الأسرة في حالة من الخوف والهلع على الأم وفي الوقت نفسه ترقب بشرى سارة بقدوم مولود جميل يدخل عليهم البهجة بفرحة غامرة وسعادة لا توصف.
لأن مستويات الكتابة تختلف من كاتب إلى آخر حسب التغذية الفكرية والاستعداد الذهني للكاتب والتسلح بأدوات ومهارات الكتابة، حتى تصبح بعد ذلك سهلة يسيرة عليه وقبلها أيها القارئ العزيز والمهتم بهذهِ المهارة، أن تكون الكتابة إبداعية أو ذات مغزى، أو بعد تاريخي، وهذا شرط من شروط الكتابة بالمفهوم المتعارف عليه...
وفي الختام تُعد مهارة الكتابة مِن أَهَمّ الابْتكارات في تاريخ الإنْسانيَّة، كما يُقال: «علاج حيرتك هي أن تفعلها وتبدأ».