«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني:
يحظى المسجد النبوي الشريف على غرار المسجد الحرام بالاهتمام الكبير من ولاة الأمر - حفظهم الله - باتجاه التحول الرقمي والتقنية الذكية والذكاء الاصطناعي.. ويقود الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس؛ مسار تطوير الخدمات لقاصدي المسجد النبوي في مختلف الجوانب التشغيلية والفنية والتقنية وفق الرؤية 2030 للوصول للجودة والإتقان.
وعندما قرر الشيخ عبد الرحمن السديس تغيير السجاد الأحمر في ساحات المسجد النبوي؛ بسجاد أخضر جديد فإنه وضع في الاعتبار أن ينعم الزوار والمصلون بالراحة عند توافدهم إلى المسجد النبوي الشريف؛ نظافةً وتطهيرًا وتعقيمًا وتعطيرًا للسجاد الأخضر وفق أحدث التقنيات العالمية، حيث دشن مؤخرا، 12 ألف سجادة من نوع «الأكريلك» في ساحات المسجد النبوي الشريف تم تصنيعها محلياً على أيدي كفاءات وطنية وبمواصفات فنية دقيقة وشروط خاصة بصنع أفضل أنواع السجاد في العالم.
«الجزيرة» تسرد تفاصيل نهاية قصة السجاد الأحمر وتدشين السجاد الأخضر؛ من نوع «الأكريلك» في ساحات المسجد النبوي، فضلاً عن الكشف عن كيفية ظهور فكرة السجاد الأخضر بمواصفات فنية دقيقة وشروط خاصة وصنع أفضل أنواع السجاد في العالم.
وفي التفاصيل كانت بداية تغيير السجاد لممر باب السلام في المسجد النبوي عام 1439 هجري إلى اللون الأحمر، وفي عام 1440 تم توحيد لون سجاد الحرم القديم والروضة الشريفة إلى سجاد أخضر بدلا من الأحمر، وفي عام 1441 تم تغيير سجاد التوسعات والسطح إلى اللون الأخضر بدلا من الأحمر، وعام 1443 تغيير سجاد الساحات إلى لون أخضر.
وبيَّن الشيخ عبد الرحمن السديس أن تطهير ونظافة المسجد النبوي من أعظم الأعمال وأجلها قدراً، مؤكدا انه روعي في السجاد الأخضر أصول الصناعة الحديثة، وأدق المواصفات ومعايير الجودة والتي تتوافر في السجاد الاكليركي الأخضر؛ حرصاً للعناية بالمسجد النبوي والعناية بنظافته وفرشه باللائق من السجاد، والذي يعكس حرص ولاة الأمر - حفظهم الله - بشرف القيام على شؤون الحرمين الشريفين وتهيئتهما للمرتادين من حجاج وعمار وزائرين، رافعا شكره وتقديره للقيادة الرشيدة بمناسبة دعمها وإمدادها المسجد النبوي بعدد (12) ألف سجادة فاخرة استعداداً لشهر رمضان المبارك.
من جهته أوضح مساعد الرئيس لوكالة المسجد النبوي الدكتور عبد العزيز الخضيري في تصريحات للجزيرة أن توجيهات الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس تؤكد على ضرورة الارتقاء بالخدمات التي تقدم في المسجد النبوي وتذليل العقبات كافة، وتسهيلًا على الزائرين لأداء عباداتهم بكل يسر وطمأنينة.
ويسرد المستشار وكيل الرئيس العام للشؤون التنفيذية والميدانية الاستاذ عبد العزيز بن علي الأيوبي في حديثه للجزيرة بدايات التعامل مع سجاد الحرمين قائلا: « لقد مرت بعدة مراحل تطويرية حيث كان استيراده من ثلاث دول منذ عام 1402 هـ إلى 1420 هـ، وبعد ذلك توقف استيراده، وبدأت الكفاءات السعودية تشق طريقها في صناعة سجاد الحرمين، باقتدار وامتياز..
وفي عام 1434 هـ، أصبح إنتاج السجاد السعودي ذي اللون الأخضر هو الموجود حَالِيًّا في الحرمين.
وتابع الأيوبي قائلا « يُعد السجاد الأخضر الذي جرى تجديده في المسجد النبوي من السجاد السعودي الفاخر المميز بكثرة صوفه الناعم وارتفاعه ووفرته والمعالج ضد العثة؛ موضحا أن السجاد الأخضر لا يتأثر بغسله المتكرر كونه ذي جودة عالية، وصنع خصيصاً للمسجد النبوي ويتناسب مع بنائه وأعمدته وبقياسات تتناسب مع أروقة الحرم الشريف مع وضع معالم عليه يهتدي فيها المصلون لاستقامة الصفوف.
غسيل وتعقيم وتطييب السجاد
وقال الأيوبي « يتم تحديد برامج زمنية محددة حسب مواقع السجاد من ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر، وعملية غسيل السجاد تمر بثماني مراحل، ويستخدم لسجاد المسجد النبوي أجود وافخر أنواع المعقمات والمعطرات الصديقة للبيئة، ويتم تعقيم وتعطير سجاد المسجد النبوي قبل وبعد كل صلاة بمعدل عشر مرات في اليوم..
وفيما يتعلق بمقاس سجاد المسجد النبوي أفاد الأيوبي بان السجاد يوجد على مقاسين من حيث الطول (6) أمتار و(4) أمتار وبعضه تعدل أطرافه ويحبك حسب مواقع فرشه، ومن حيث العرض كذلك على مقاسين (155) سم ويفرش في المصليات داخل المسجد النبوي ، و(133) ويفرش في الساحات والسطح، وهذه المقاسات تحقق الراحة الكاملة للمصلي إضافة أنها تناسب تحديد المصليات والممرات بين أعمدة وأروقة المسجد النبوي.
وأردف قائلا « يتميز السجاد بتضمينه شريحة إلكترونية على كل سجادة؛ حيث تتم قراءتها بوسائل RFID التي ترتبط بنظام إلكتروني يحتوي على معلومات السجادة منذ صنعها واستخدامها وموقعها ومواعيد غسلها، وحصر أعداد السجاد وتعريف كل عينة بشكل منفرد من خلال طباعة بيانات الصنف على ترميز رقمي باركود، الذي يتيح تتبع السجاد بكل سهولة ومعرفة التفاصيل الكاملة لعمليات تنقل السجاد داخل المسجد النبوي وساحاته.
كما يتميز السجاد الأخضر بسماكته وقوته وتحمله للاستخدام الشديد، إضافة إلى كثرة صوفه الناعم وارتفاعه ووفرته، إلى جانب ثبات لونه وعدم تأثره بالغسيل المتكرر.
ويقدر وزن الوبر لخيوط الأكريلك الخالص بـ 4000 غرام/ متر مربع، بينما ارتفاع خيوط الوبر يصل 14 مليمتر، فيما يصل إجمالي ارتفاع السجادة الواحدة إلى 16 مليمتر و575 ألف عقدة في المتر المربع. بينما يصل عدد خيوط الوبرة في الاتجاه العرضي لكل عشرة سم يقدّر بـ 115 خيطا، كما يبلغ عدد خيوط الوبرة في الاتجاه الطولي لكل عشرة سم يقدّر بـ 52.5 خيط. ولضمان المواصفات العالية قام المستشار وكيل الرئيس العام لشؤون التنفيذية عبد العزيز الأيوبي والوكيل المساعد للخدمات والشؤون الميدانية؛ بزيارة للمصنع الخاص بصناعة السجاد مؤخرا والاطلاع على مراحل التصنيع والإنتاج ومطابقة المواصفات والجودة.
وتحرص وكالة المسجد النبوي على العناية والاهتمام بسجاد المسجد النبوي وبشكل خاص سجاد الروضة الشريفة، حيث تم تقليص مدة تغييره من سنتين إلى ستة أشهر وفرشة بدون فواصل بين السجاد بدلا من السابق، وتبديل سجاد الحرم القديم كل عام بدلا من كل ثلاث سنوات وتكثيف برامج الغسيل كل ثلاثة أشهر أو كلما دعت الحاجة إلى ذلك.
وتصل كمية المعقمات المستخدمة للسجاد المسجد النبوي حوالي (1600) لتر يومي؛ فيما تبلغ كمية المعطر المستخدم على سجاد المسجد النبوي (200) لتر يومي .. أما عدد السجاد الذي يتم غسله يوميا فيبلغ (150) سجادة ويبلغ عدد مرات كنس سجاد المسجد النبوي (3) مرات يومياً، حيث يبلغ إجمالي عدد سجاد المسجد النبوي (25000) ألف سجادة.