الخرج - سليمان الظفيري:
برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض -حفظه الله- دشن محافظ الخرج أ. مساعد بن عبد الله الماضي فعاليات مهرجان الألبان والأغذية الذي يستمر حتى السبت المقبل.
وقد وصل عدد الزيارات للمهرجان منذ افتتاحه أكثر من 50 ألف زائر, متنقلين على أكثر من 100 ركن مشارك يعمل به أكثر من 600 شاب وفتاة في أضخم مساحة مهرجانات وفعاليات أقيمت بالخرج على مساحة تقدر بحوالي 40 ألف متر مربع.
تعود ريادة الخرج لصناعة وتقنية الألبان وتتويجها عاصمة للألبان هو نتاج بذرة طيبة غرسها موحد هذه البلاد الملك عبد العزيز وهي البذرة الأولى لإنتاج الألبان في المملكة، عندما وجه جلالته بإنشاء مشروع الخرج الزراعي عام 1354 هـ.
وتعدّ الخرج منطقة زراعية من الدرجة الأولى إذ كانت ولا زالت سلة غذاء منذ زمن بعيد بما تنتجه من محاصيل زراعية متنوعة، وتمثل الخرج مصدر ثقل للإنتاج الزراعي حيث تنتج ما يزيد على 26 في المئة من إنتاج الخضروات في المملكة.
ولعيون الخرج والتي تعد من أكبر العيون بالمملكة وتقع غرب مدينة الخرج في ذاك الحين إلى مورد الماء لمشروع الخرج الزراعي عبر ما يسمى «الساقي»، إذ كانت العيون تمد المشروع بالماء لفترة طويلة بدأ من أجهزة بدائية لاستخراج الماء وصولاً إلى معدات مخصصة لتوصيل الماء للمشروع.
وتشهد العيون خلال فترة الصيف إقبالاً كبيراً من قبل الزوار الذين يفدون إليها من داخل وخارج المملكة خصوصاً من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي.
ولأهمية الأمن الغذائي, وإبراز المقومات التي تزخر بها محافظات منطقة الرياض, اعادة إطلاق محافظة الخرج مهرجان الألبان والأغذية نظراً لأن منطقة الرياض أعلى منطقة في المملكة العربية السعودية من حيث عدد الحيازات الزراعية المتخصصة في مجال إنتاج الألبان والأغذية, حيث تتصدر محافظة الخرج بإجمالي المنتجات اليومية التي تصل للسوق السعودي والأسواق الخليجية من خلال 16 شركة عاملة في المجال, تنتج 11 مليوناً و700 ألف عبوة بأكثر من 35 منتجاً من الحليب والألبان ومشتقاتها.
وبحسب الدراسات والمسوحات الرسمية, تحتوي الحيازات الزراعية في منطقة الرياض تتصدرها محافظة الخرج على أعلى نسبة تأمين للسوق من خلال 16 مزرعة متخصصة تحتوي على حوالي 119,740 رأس من الأبقار الحلوب, منتشرة في مساحة إجمالية تقدر بحوالي 5 ملايين و500 ألف متر مربع, تتصدر مبيعات السوق بحوالي 65 في المئة من الحليب والألبان, حيث تنتج حوالي 4 ملايين و322 ألف لتر يوميا, في حين تشكل الشركات السعودية حوالي 60 في المئة من السوق الخليجي, تنتج أكثر من 7 ملايين لتر يوميا تؤمن تعبئة أكثر من 8 ملايين عبوة.
وتوسعت الشركات السعودية في إنتاج الألبان وأصبحت تُصدر ما يتراوح بين 20 في المئة إلى 30 في المئة من الحليب واللبن الطازج وطويل الأجل إلى الأسواق الخليجية، كما تُقدر حصة السوق السعودية من الحليب ومشتقاته 65 في المئة من إجمالي السوق الخليجية، وبالنسبة لسوق الحليب والألبان الطازجة تقدر حصة المملكة بنحو 56.4 في المئة.
الجدير بالذكر أن الرحلات اليومية لتوزيع الألبان ومشتقاتها تتنقل في أكثر 10 آلاف شاحنة، و38 ألف متجر بيع تجزئة يستقبل المنتجات بشكل يومي كما بلغ عدد السعوديين العاملين في شركات الألبان الطازجة 10500، فيما بلغت مساهمة المحتوى المحلي في قطاع الألبان أكثر من 7 مليارات ريال.
وأكد محافظ الخرج أن مهرجان الألبان والأغذية حظي برعاية كريمة ومتابعة من صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض -سلمه الله-، وأقيم تحت مظلة لجنة التنمية السياحية بالخرج. وبيّن أن المهرجان يعنى بالصناعات الغذائية والألبان، ليبرز المقومات التنافسية والمزايا النسبية لمحافظة الخرج (التجارية- الصناعية- السياحية)، ليعزز مستهدفات رؤية المملكة 2030، وذلك من خلال مشاركة كبرى الشركات ذات الاختصاص (المراعي- STC- الصافي– أراسكو– وفرة)، لبث رسالتها وتعزيز مشاركاتها المجتمعية بالأركان المتميزة والفعاليات الجاذبة، واستعراض مراحل تاريخ صناعة الألبان والتغذية.
وأوضح أن رؤية المهرجان تركزت على استدامة الغذاء وتطوير صناعته والاستثمار في الطاقات الشبابية، وكذلك تمكين المنشآت متناهية الصغر بإشراكها في هذه المناسبة.
وحددت اللجنة أهداف رؤيتها في إبراز الجهود المبذولة في صناعة الأغذية والألبان، وتسليط الضوء على المنتجات الغذائية الوطنية، وتعزيز صورة: الخرج عاصمة الألبان، والوصول إلى مهرجان سنوي يستقطب كبار منتجي الألبان والأغذية للاستثمار في الخرج، وتوفير فرص عمل موسمية للشباب.