بدر بن عبدالمحسن المقحم
من نافلة القول إن أمن الدول قاطبة من أولى أولويات كل دولة على الصعيد الوطني والأساس في قيام أي كيان سياسي على وجه المعمورة، ومن أجله تحشد كل الجهود للحفاظ عليه، وترسم السياسات والخطط لدعمه وتعزيزه وضمان استقراره، كيف لا وهو يتعلق بحياة الناس في كل تفاصيلها الأسرية والمعيشية والمجتمعية والاقتصادية والتنموية والصحية إلى غيرها من جوانب الحياة المختلفة، إن أكثر ما يدمر المجتمعات البشرية هو فقدان عنصر الأمن الذي يقضي على الحريات العامة ويحرم الجميع من الاستمتاع بمباهج الحياة ويضرب كل ألوان التقدم الحضاري في مقتل، ولذا تسعى الدول جاهدة بكل ما أوتيت من قوة لصيانة أمنها والذود عنه، وبنظرة فاحصة نجد أن ما صدر من أحكام قتل في حق من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء من الفئة الضالة يوم السبت الموافق 9-8-1443 هجرية هو من أهم لوازم الحفاظ على الأمن وأنه لا مساومة على هذا الأمر الحيوي والمهم بالنسبة للوطن والمواطن، فما أقدموا عليه من قتل للأنفس البريئة بمن فيهم الوالدين، وتعريض الاستقرار الداخلي للخطر والخيانة الوطنية والانخراط في العمل مع جماعات إرهابية كداعش وغيرها والتخابر مع جهات أجنبية وضرب الوحدة الوطنية والتمادي في زعزعة الأوضاع الداخلية يعد في منظور الدين الإسلامي الحنيف إخلال بالضرورات الخمس في الشريعة الإسلامية التي سعت لحمايتها وصيانتها وهي (الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال) كما أنها شكلت خروجاً على نظام الدولة وتعديا عليها، أن مثل هذا الفكر الضال الذي تسبب بهذه الكوارث يستوجب على كل فئات المجتمع الوقوف صفاً واحداً أمام هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع السعودي والتعاون مع أجهزة الدولة في مكافحتها، وضرورة حشد كل الوسائل الممكنة لزيادة الوعي المجتمعي بمخاطرها هذه الظاهرة ومآلاتها، مع أهمية قيام أرباب الأسر بتربية أبنائهم التربية الصالحة التي تعين -بعد الله- على التحصين الذاتي، وتمنع الانجراف وراء هذا المستنقع الخطر، أن ما يعول عليه على هذا الصعيد في مواجهة كل التحديات المحيطة بالمملكة العربية السعودية، ومن ضمنها فكر التطرف والغلو والإرهاب هو اللحمة الداخلية بين القيادة والمواطن، إذ تعتبر صمام الأمان في حماية المجتمع السعودي والحفاظ على مكتسباته.