على الرغم من تدني درجات الحرارة هذه الأيام في أغلب مناطق المملكة العربية السعودية, إلاَّ أن كثيراً من عشاق البّر والرحلات البرية بدأوا يجوبون البراري والقفار بسياراتهم المزودة بكل وسائل الراحة, وذلك بحثاً عن الأراضي المعشبة (الفياض) وعن الوديان ومجاري السيول.
وقد ينصبون خيامهم حول غدير ماء أو روضة معشبة أو كثبان رملية يكسوها النبات الأخضر على إثر السيول والأمطار التي عمت أجزاء واسعة من بلادنا, وقد يصطحب المتنزهون معهم أهلهم وأولادهم, أو أصدقاءهم وأصحابهم فيقضون هناك أجمل الأوقات وأمتعها, فبعد أيام قليلة سيرحل البرد ويعتدل الجو ويحل بنا فصل الربيع بنوره ونواره وزهره وأشجاره, فأهلاً وسهلاً ومرحباً به وبوروده.
وسأورد هنا أبياتاً قيل إنها لأبي نواّس يصف بها روضة غناء في فصل الربيع يقول:
تأمل في نبات الأرض وانظر
إلى آثار ما صنع المليكُ
عيونٌ من لجين شاخصاتٍ
بأحداق كما الذهب السبيكُ
على قُضيت الزبرجد شاهداتٍ
بأن الله ليس له شريكُ
وان محمداً عبدٌ رسولٌ
إلى الثقلينَ أرسله المليكُ
وفي فصل الربيع يفرح رعاة الإبل والمواشي, فتجدهم يتنقلون بقطعانهم إلى المراعي والفياض حيث العشب والكلأ.. الحمد لله الذي أنبت لنا الزرع وأدّر لنا الضرع.