أحمد المغلوث
تعاني العديد من الإدارات الحكومية من إمارات ومحافظات وأمانات وبلديات بل هناك العديد من القطاعات التي لا يتوفر فيها من لديه الخبرة والحس الصحفي والقدرة على التعبير والكتابة. يجب أن يتوفر في من يعمل في هذه القطاعات لا مجرد وجود شهادة عليا لديه في مجال الإعلام أو الصحافة أو العلاقات ولكن يجب أن يكون متميزًا وواعيًا ومتمرسًا وكيسًا. لدى كل القطاعات أخبار مهمة وتقارير ومعلومات جديرة بإعدادها للنشر فنحن نعيش زمن الرؤية والتي بحاجة إلى «رؤية» قادرة على كشف المادة التي تستحق النشر والإعلان عنها لا أن تموت لعدم الاهتمام بها أو ملاحظتها.
أتمنى أن تحسن مختلف الإدارات حسن اختيار من يعمل في قطاع الإعلام والعلاقات العامة وحتى إدارة مكاتب كبار المسؤولين فكم من خبر صغير جدير بالنشر والإعلام بدلا بأن يتثاءب ويغفو داخل الملفات وتخسر الدائرة والناس معلومة مهمة بل هم بحاجة إليها كونها مرت بدون الانتباه اليها وبحكم تجربتي التي امتدت لعقود في العمل بالعلاقات والإعلام.وبحكم تجربتي في هذا المجال فالاخبار والتغطيات والتقارير والتحقيقات لا تأتيك على قدميها، عليك أن تقطع المسافات للحصول عليها بل وتطرق أبواب أصحابها مع الاجتهاد في الحصول على خلفياتها المختلفة وحتى تقدم بعدها مادة صحفية وإعلامية جديرة بالنشر وفيها الكثير من المعلومات والمصداقية التي نحن بحاجة اليها ليس الوطن والمواطن فحسب بل والعالم كذلك، كم هو مؤسف أن تزخر بعض مناطقنا ومحافظاتنا بزخم كبير من الأخبار والمعلومات ولكن تتلاشى وتختفي كالهباب نظرًا لعدم الانتباه اليها ونشرها في الوقت المناسب مع ان الجميع يتلهفون شوقا اليها المواطن والمقيم، لذلك بتنا نرى في السنوات الأخيرة توجه الجميع إلى الإعلام الجديد بحثا عن كل جديد أو عبر ما يصله من معلومات مشوشة أو غير حقيقية وموضوعية. في العديد من دول العالم وحتى الدول العربية والخليجية تجد في كل قطاعات الدولة من يشرف على إدارة العلاقات والإعلام إعلاميين مخضرمين بدون النظر لأعمارهم لأن العمر كما يقال ويردد الخبراء مجرد رقم. وجميعنا يعرف أن العديد من المتقاعدين في مجال الإعلام والعلاقات العامة يعملون مستشارين إعلاميين في قطاعات مختلفة في دولهم بل وحتى تم التعاقد معم في دول عربية وخليجية. بل استكتبوا في الكتابة في الصحف العربية والخليجية لعقود. والعام الماضي فقد الاعلام المرئي وحتى الورقي المذيع الشهير «لاري كينج» مذيع قناة «السي إن إن» عن عمر 87 سنة عمل فيها متعاونًا ومستشارًا في العديد من القطاعات الإعلامية المختلفة بل أنه حقق في مسيرته الإعلامية ما لم يحققه أحد غيره.. وبلادنا زاخرة برجال الإعلام والعلاقات أصحاب الخبرة والتجربة وحتى القدرة في الكتابة الصحفية المتميزة ولكنهم للأسف لم يحظوا بما يجب أن يحظوا به من اهتمام وتقدير. بحكم أنهم تجاوزا عقدهم السادس. لقد حزنت كثيرا عندما التقيت برجل إعلام كان من كتاب الزوايا اليومية. وهو في قمة حيويته ونشاطه وبعد تردد سألني في استحياء وهو يحسن الظن في شخصي المتواضع. الا يمكن تجلي عملا في إدارتكم كمستشار إعلامي. متعاونا.؟ فأخبرته لقد تقاعدت مبكرًا من عملي. للتفرغ لهواياتي في الرسم والكتابة. وما عرضه علي هذا الزميل العزيز نجده يلوب بكثرة في نفوس المئات من الكتاب والإعلاميين المتمرسين أصحاب الخبرة والإبداع الذين يبحثون عن عمل كمتعاونين أو متفرغين لتحسين أوضاعهم المعيشية خاصة بعد توقف الصحف عن صرف مكافآت بدل كتاباتهم. والسؤال هنا لماذا لا تستفيد منهم مختلف القطاعات الحكومية والشركات والمؤسسات.. لماذا..؟!