أ.د.عثمان بن صالح العامر
هذا هو عنوان المؤتمر الذي ينظمه هذا الأسبوع (مجلس شباب المنطقة) مشكوراً، ويختتم أعماله مساء اليوم الثلاثاء 22 مارس 2022م، برعاية كريمة من لدن مقام صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل، رئيس مجلس شباب منطقة حائل، وبحضور مشرف من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن مقرن نائب أمير المنطقة، نائب مجلس شباب المنطقة، وجمع من المختصين والمثقفين والكتاب المهتمين بشأن التنمية المحلية، ومزايا المناطق النسبية في مملكتنا الغالية.
وعني شخصياً فأنا لدي فلسفة خاصة مؤمنون بها ومقتنع بها ألا وهي أن (للمكان روحاً، وللزمن حياة)، فالأرض غير الأرض، والساعة ليس هي الساعة حتى وإن كانت دقائقها ستين، ومزية حائل الأولى تلك الجاذبية الروحية التي بين جبلية، فأرضها ذات روح إيجابية تخاطبك أنت، تتبادل معك المشاعر والأحاسيس الرائعة حتى وإن ظننتها خرساء صامتة، تشعرك بالدفء وتحتضنك بحنان. ولذلك لا تعجب حين يمر بين ناظريك وأنت تتنقل من وادٍ لآخر، شاب جالس لوحده (شاب ناره) في (مشار، أو عقده، أو السلف، أو ضلضل، أو مدر، أو سد البار، أو بلطه، أو جو، أو أبو نمر أو فوق له طعس، أو...) فهو مستمتع بالطبيعة التي تبادله نفس الشعور، بطحاؤها ذات اللون الأحمر الاستثنائي، ورمالها النظيفة، وشعبانها الفسيحة، وجبالها، وطلحها، ونفودها، و...، كل هذه المنظومة من الإبداع الرباني تجد فيها النفس البشرية الراحة والانسجام، ولذلك فحائل مرشحة بقوة (لسياحة الاستشفاء) التي تعتمد على هذه الروح أولاً ثم (نقاء الهواء) الذي هو المزية الثانية لهذه المدينة الرائعة. وقل مثل ذلك عن (سياحة الأعمال، وعقد المؤتمرات، وإقامة الندوات، واللقاءات والاجتماعات والمحاضرات) سواء في رحاب الطبيعة الفريدة، أو بين الحقول والمزارع على ضفاف النفود البديع.
وحايل أو حائل -على خلاف واسع ليس هذا مكان بسطه- صفحة تاريخية رائعة تأخذك إلى الماضي البعيد، وترحل بك سريعاً لتقرأ على صخور جبالها وبين شعابها ووديانها ما سطرته حضارات بشرية سادت ثم بادت، وتحاول جهدك فك الألغاز البشرية وأنت في رحلة (سياحية جبلية) استثنائية ماتعة.
أما عن إنسان المنطقة - بما يتمتع به من صفات وسمات، تحدث عنها وأشاد بها الكل ممن زاروا المنطقة سواء كانوا مستشرقين أو كتابا أو مغردين ومؤرخين - مدعوا - في ظل رؤية المملكة 2030 - أن ينظر للسياحة الحائلية على أنها صنعة، وهذا يوجب عليه:
- أن يسوق لحائل باحترافية عالية وبلغات العالم أجمع، عبر منافذ التسويق الحديثة ذات الأثر الفعال في إنسان القرن الحادي والعشرين.
- ويسخر مزاياه الشخصية، وخصائصه القيمية المتوارثة المعروفة والمشهود له بها.
- ويوظف طبيعة المنطقة الخلابة، وهواءها النقي، ومزارعها ومنتجعاتها ومجالسها التوظيف الأمثل.. يفعل ذلك كله من أجل، وفي سبيل توليد المبادرات السياحية والثقافية النوعية، وتبني المشاريع الوطنية ذات المردود الاقتصادي الجيد، يسند هذا التوجه ويدعمه ويبارك خطواته:
- القيادة الحكيمة التي تولي رؤية المملكة 2030 جل اهتمامها.
- سمو أمير المنطقة، وسمو نائبه اللذان عرف عنهما عشق المكان، ودعم كل ما من شأنه توطين السياحة وتطويرها، ومسابقة الزمن لجعل منطقة حائل منطقة جذب سياحي على الخارطة العالمية.
- الوعي المجتمعي بأهمية القطاع السياحي في توليد الثروة وتنمية المنطقة.
- تكاتف مؤسسات الدولة والقطاعين الخاص والأهلي في تسريع عجلة التنمية السياحية والثقافية والخدمية بشكل ملحوظ، ولعل من التجارب القريبة الناجحة في هذا السياق التنموي المهم، (مؤتمر حائل الدولي لطب نمط الحياة 2022) الذي نظمته خلال الفترة (13 - 17 مارس الجاري) وزارة الصحة ممثلة بالمديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة حائل مشكورة، وشرُف برعاية كريمة من سمو أمير المنطقة الذي أشاد بهذه التجربة الفريدة والأولى من نوعها - حيث أقيم المؤتمر على سفح جبال أجا بمنتجع مشار - وشكر القائمين عليها وثمن الجهود المبذولة في سياق التوظيف الأمثل لطبيعة حائل الرائعة، التي هي ميزة نسبية، تستحق الالتفات لها، والاهتمام بها، ولفت الأنظار لها، ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.