الإعلام كان ولا يزال يحيطنا علماً بكل ما يدور حولنا، من جميع مناحي الحياة، وعلى كافة الأصعدة والمجالات والقضايا، حتى يكون الشخص في قلب التطور، ويتمكّن من الاختيار والمواجهة، وحتى يفتح المجال للمتخصصين، في تقديم مضمون محترف، يتمركز على المعلومات والبيانات والبرامج التوعوية.
وهنا جاء الاهتمام بالصحة العامة للمجتمع، من خلال الإعلام الطبي، الذي لا يقتصر فقط على الأمراض والأدوية وعلاجها، وإنما خلق وعي صحي عام للأطفال والمسنين، والمراهقين والتأمينات الصحية واللقاحات، وتوفير أفضل الخدمات والرعاية الطبية للمرضى، والتي تعتمد على الدقة والجودة.
إستراتيجيات الإعلام
تعددت وظائف الإعلام وأشكالها ما بين التسلية والترفيه، والتثقيف والتعليم والتوظيف، باعتبار أن الإعلام مرتبط ارتباطاً كلياً بالمجتمع يعبر عنه ويتفاعل معه، فهو كالمرآة تعكس كل ما يدور داخل المجتمع، وهنا تمثّل دور الإعلام في مجال الطب والصحة، للتوعية بمثل هذا المجال وأهميته، خاصة مع تزايد الأمراض والأوبئة، ومع ظهور الحاجة إلى التوعية الطبية والصحية عن بعد، لأسباب فرضتها الإغلاقات بين الدول والمناطق، وهذا ما لا يجب تركه للمؤسسات الصحية فحسب، بل يجب على وسائل الإعلام أن تكون سباقة في هذا المجال، باعتبارها الأكثر تأثيراً على الشعوب والأفراد، وأن تكون على جهوزية عالية، وتضع إستراتيجيات لتقييم الأعمال ورصد النتائج.
دور الإعلام الطبي
سبق وذكرنا أن الإعلام متصدر في كافة الأصعدة خاصة في تسليط الضوء على أبرز وأهم الدراسات والبحوث في كافة المجالات الصحية، لمعالجتها والتعرّف عليها والخروج بحلول وتوصيات لها كما وأن له دور في رفع مستوى الوعي الصحي والوقائي لدى الأفراد، وتعميق السلوكيات الصحية التي يحتاجها المجتمع، لتحسين حياته، إضافة إلى عرض النشرات والتقارير والورش التي تهتم بالقضايا الطبية على مستوى العالم، حتى تكون بين يدي المختصين لتعم الفائدة على الجميع، وللإعلام دور بارز في توعية الأفراد من الأخطار الصحية المحيطة بهم، والتحذير منها وكيفية التعامل معها، والعمل على تربية المجتمع على العادات والتقاليد والسلوكيات الصحية السليمة، لتغيير نمط حياتهم، لاسيما توفير خصوصية المعلومات الشخصية، للمستفيدين من الخدمات الصحية.
إعلام مكثَّف
ومن الدور البارز لوسائل الإعلام حرصت وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة الإعلام على تأهيل عدد من الأطباء من الناحية الإعلامية لتوصيل المعلومة وتقديم المحتوى الطبي بشكل أسهل وأسرع ومباشر، وتسليط الضوء على القضايا التي تتطلب توضيح وتوعية وتثقيف، ناهيك عن التطرق للمضمون الطبي بكل مرونة وتجنب الجمود حتى لا ينفر المتلقي.
وجدير بالذكر أن الإعلام الجديد (الرقمي) تعدى حدود العالم، لما له من دور في التوعية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت العيادات المتخصصة والأطباء لهم مواقع إلكترونية، للإجابة على استفسارات الأهالي، إلا أن هذا لا يغني عن زيارة الطبيب في أغلب الحالات رغم أهميتها المساندة والبالغة.
وأخيراً.. لا أحد ينكر الدور الفعَّال للإعلام الطبي في علاج الأفراد فحسب، بل وله دور في إدخال السعادة والسرور على حياة الناس، من ناحية صحية ونفسية، بالإضافة إلى المردود الاقتصادي للبلاد، وهنا يجب أن نكون منصفين في تقييم دور الإعلام والمؤسسات الطبية والصحية، وبذل جهود حثيثة ليقوم كل منهما بدوره في مواجهة التحديات، ولتحسين الخدمات المقدمة مستقبلاً، وتوفير قاعدة علمية إعلامية صحية موثوقة، كذلك الخدمات الصحية تكون في أيدي الجميع.