الرياض - «الجزيرة»:
كشف مصدر خاص في محافظة صعدة لـ«العرب اللندنية» عن ترحيب عدد من أبرز علماء ومراجع المذهب الزيدي في المحافظة التي تعد معقل الجماعة الحوثية بقرار مجلس الأمن الدولي بشأن تصنيف جماعة الحوثيين جماعة إرهابية.
وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه نقلاً عن العلماء محمد عبدالعظيم الحوثي وعلي مسعود الرابضي ومحمد عوض المؤيدي وعدد آخر من أبرز علماء المذهب الزيدي في صعدة؛ تأكيدهم على أن «هذا القرار الموفق الذي صدر لأول مرة يعد إنجازًا نوعيًا وتاريخيًا»، كما يعتبرون القرار «خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح».
وقال المصدر المقرب من العلماء المذكورين وعدد آخر من علماء صعدة المناهضين للنهج الحوثي إنهم «طالما انتظروا مثل هذا القرار منذ بداية الانقلاب» وتأكيدهم على أن «هذا القرار الموفق سوف يسهم إسهامًا فعليًا في منع وصول الدعم الإيراني المتمثل في الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وكذلك في منع الدعم المالي القادم من إيران أيضًا».
وقال وجهاء وسياسيون من محافظة صعدة مناهضون للحوثي إن مثل هذا الموقف الذي صدر عن عدد من أبرز مراجع المذهب الزيدي في صعدة واليمن عمومًا، ليس أمرًا مفاجئًا، بل إنه يندرج في سياق صراع طويل بين تيارات متباينة داخل المذهب الزيدي والجماعة الحوثية التي يرى عدد من مراجع الزيدية في اليمن أنها انحرفت عن مبادئ المذهب وارتمت في أحضان المشروع الإيراني سياسيًا وفكريًا، بما يضر بالمذهب وأتباعه. وفي تصريح خاص لـ»العرب»، تعليقًا على هذا البيان الصادر عن علماء صعدة، أكد فهد طالب الشرفي السياسي اليمني وأحد وجهاء محافظة صعدة أن هذا البيان يؤكد أن «هناك فعلاً تيارًا زيديًا ما زال يرفض الرضوخ لأفكار إيران والمشروع الذي يقوده عبدالملك الحوثي والذي حاول تمييع المذهب والاستفادة من الكثير من إرثه وقطاعاته الاجتماعية وشبكات نفوذه في مناطق ما يسمى المناطق الزيدية».
وأضاف الشرفي أن «هذا التيار الذي يقوده محمد عبدالعظيم الحوثي وفيه عدد من العلماء له العشرات من المساجد والمئات من المناطق التي ما زالت توالي هؤلاء العلماء، على الرغم من وجود عدد من علماء الزيدية أو من كانوا محسوبين على الزيدية الذين ذابوا وانخرطوا في مشروع الحوثي تحت تأثير القوة أو تحت تأثير المصلحة والاستقطاب، فيما ظل هذا التيار ممانعًا بالرغم من كونه يعاني الكثير من القمع الذي تواجه به جماعة الحوثي كل المخالفين».
ولفت الشرفي إلى أن هذا التيار الزيدي المعارض للحوثيين يوجد في مناطق يظنها البعض مغلقة على الحوثيين فقط مثل صعدة وعمران وحجة وصنعاء وذمار، حيث ما زال الكثير من المساجد التي يتوزع فيها مرشدو الزيدية تمانع رفع الشعارات أثناء صلاة الجمعة فيما تحدث مشادات ومهاترات وتوترات واشتباكات ومواجهات مستمرة تتجدد بين الفينة والأخرى بين أتباع هذا التيار وبين الحوثيين.