د. أبو أوس إبراهيم الشمسان
6 - رمضان عبد التواب (من مصر):
هو رمضان حسن عمر حسن عمر عبد الفتاح إبراهيم عبد التواب، ولد في القليوبية عام 1348هـ/ 1930م في منتصف شهر رمضان فسمي به تيمنًا وتبركًا. كان نابغة منذ صغره فبذ أقرانه، حفظ القرآن في سنة ونصف وحفظ ألفية ابن مالك، وبعد نجاحه في الثانوية العامة التحق بدار العلوم، وكان أول دفعته عند التخرج 1956م. وكان حريًّا أن يعين معيدًا فيها لولا أنه آثر بعثة جامعة عين شمس إلى ألمانيا لدراسة فقه اللغة، وفيها تعلم اللغات السامية والتركية والفارسية والفرنسية واللاتينية، وبعد خمسة أعوام قضاها في ألمانيا عاد بعد حصوله على درجتي الماجستير والدكتوراه وثقافة ثرية نالته من عدد من المستشرقين مثل يوهان فك وهانزفير.
عرفت الدكتور حين أعير للقسم عام 1393هـ/ 1973م، وكنت في تلك السنة معيدًا وكنا معًا في مكتب واحد، وحرصت أن أقتنص الفرص لأنقله بسيارتي منصرفين من العمل لأسمع له، كان عالمًا واسع المعرفة دقيقها، ولم يكن يبخل بعلمه، كنت أستمتع بما أسمعه من أحاديثه وإفاداته وكان يسره أن أسمع له، وحين بدأت ذلك العام الدراسات العليا حرصت أن أكون مستمعًا مع طلابه في درس تحقيق المخطوطات.
اتصف الدكتور رمضان بحسن الخلق، فلا يلقاك إلا مبتسمًا، ورأيت كتابته بخط الرقعة الجميل، حتى أني قلت له: لم تطبع كتبك؟ اكتبها بيدك وصورها فخطك أجمل من حروف الطباعة. ورأيت مرة أنه كتب كتابًا بيده وصور ذلك الكتاب. والدكتور حياته العربية والتفاني في خدمتها، جم النشاط، جمع بين التعليم والتأليف والترجمة والتحقيق.
كتب د. رمضان عبد التواب عددًا من الكتب، منها: (التذكير والتأنيث في اللغة - دراسة مقارنة في اللغات السامية)، (لحن العامة والتطور اللغوي)، (فصول في فقه العربية)، (اللغة العبرية - قواعد ونصوص ومقارنات باللغة السامية)، (نصوص من اللغات السامية، مع الشرح والتحليل والمقارنات)، (في قواعد الساميات - العبرية والسريانية والحبشية، مع النصوص والمقارنات)، (المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي)، (التطور اللغوي - مظاهره وعلله وقوانينه)، (بحوث ومقالات في اللغة)، (مناهج تحقيق التراث بين القدامى والمحدثين)، (مشكلة الهمزة العربية - بحث في تاريخ الخط العربي وتيسير الإملاء والتطور اللغوي للعربية الفصحى)، (دراسات وتعليقات في اللغة)، (العربية الفصحى والقرآن الكريم أمام العلمانية والاستشراق).
ومن الكتب المترجمة: (اللغات السامية - لتيودور نولدكه)، (الأمثال العربية القديمة، لرودلف زلهايم)، (تاريخ الأدب العربي، لكارل بروكلمان) ج 4 و5. (فقه اللغات السامية، لكارل بروكلمان).
ومن الكتب المحققة: (لحن العوام، لأبي بكر الزبيدي)، (البلاغة، لأبي العباس المبرد)، (قواعد الشعر، لأبي العباس ثعلب)، (ما يذكر ويؤنث من الإنسان واللباس، لأبي موسى الحامض)، (الحروف، للخليل بن أحمد الفراهيدي)، (المذكر والمؤنث، لابن فارس اللغوي)، (الحروف التي يُتكلم بها في غير موضعها، لابن السكيت)، (المذكر والمؤنث، لأبي العباس المبرد)، (كتاب الثلاثة، لابن فارس اللغوي)، (البلغة في الفرق بين المذكر والمؤنث، لأبي البركات بن الأنباري)، (كتاب البئر، لأبي عبد الله بن الأعرابي)، (كتاب الأمثال، لأبي فيد مؤرج السدوسي)، (زينة الفضلاء في الفرق بين الضاد والظاء، لأبي البركات بن الأنباري)، (القوافي وما اشتقت ألقابها منه، لأبي العباس المبرد)، (مختصر المذكر والمؤنث، للمفضل بن سلمة). (كتاب الأمثال، لأبي عكرمة الضبي)، (المذكر والمؤنث، لأبي زكريا الفراء)، (الممدود والمقصور، لأبي الطيب الوشاء)، (الوافي بالوفيات، للصفدي (الجزء الثاني عشر)، (ذم الخطأ في الشعر، لابن فارس اللغوي)، (اشتقاق الأسماء، للأصمعي)، (ثلاثة كتب في الحروف، للخليل بن أحمد وابن السكيت والرازي)، (الفرق، لابن فارس اللغوي)، (ما يجوز للشاعر من الضرورة، للقزاز القيرواني)، (التطور النحوي للغة العربية، لبرجشتراسر)، (ما تلحن فيه العامة، للكسائي)، (عمدة الأدباء في معرفة ما يُكتب بالألف والياء، لأبي البركات بن الأنباري)، (ضرورة الشعر، لأبي سعيد السيرافي)، (شرح كتاب سيبويه، لأبي سعيد السيرافي (الجزء الأول)، شرح كتاب سيبويه، لأبي سعيد السيرافي (الجزء الثاني)، (الخطب والمواعظ، لأبي عبيد القاسم بن سلام)، (الغريب المصنف، لأبي عبيد القاسم بن سلام (الجزء الأول)، (نجدة السؤال في علم السؤال، لأبي البركات بن الأنباري)، (لوح الضبط في علم حساب القبط، لابن المغربي). توفي رحمه الله في 1422هـ/ 2001م.
7 - أحمد كمال زكي (من مصر):
ولد في الإسكندرية عام 1927م، وأما تعليمه فكان في القاهرة إذ تخرج في قسم اللغة العربية بكلية الآداب، جامعة القاهرة عام 1948. كانت رسالة الماجستير بعنوان (شعر الهذليين في العصرين الجاهلي والإسلامي) ونشرتها وزارة الثقافة المصرية عام 1969م، أما الدكتوراه فكان عنوانها (الحياة الأدبية في البصرة حتى نهاية القرن الثاني الهجري) ونشرتها دار الفكر بدمشق عام 1961 حين كان مدرسًا للأدب في جامعة دمشق. والدكتور أحمد كمال زكي من أساتذة كلية البنات في جامعة عين شمس البارزين، وهو قاص وشاعر من شعراء التفعيلة فله ديوان شعري بعنوان «أناشيد صغيرة» صدر عام 1963.
اشتهر أحمد كمال زكي بنشاطه الأدبي والنقدي وكتابة طائفة من البحوث والكتب القيمة، التي منها ما نالته به جائز الدولة التشجيعية وهو كتابه «الأصمعي» عام 1963م. درس في جامعة دمشق، ثم انتقل للرياض استاذًا في قسم اللغة العربية في جامعة الملك سعود، وكنت ما زلت أواصل دراساتي العليا في القاهرة، ولكني تشرفت بمزاملته بعد عودتي.
أثرى المكتبة العربية بعدد من البحوث والكتب منها: (طه حسين كما يعرفه كتاب عصره)، (الأصمعي)، و(ابن المعتز العباسي)، و(بريخت)، و(سيد درويش: إمام الملحنين ونابغة الموسيقى) وهو كتاب مشترك، و(موسى بن نصير)، و(النقد الأدبي أصوله واتجاهاته)، و(الأدب المقارن)، و(أبو حامد الغزالي)، و(الأساطير)، و(فارس الفرسان).
ومن يقرأ أعماله يدرك عمق اطلاعه على التراث مع سعة إلمام بالمعارف الحديثة والأجنبية، ويرى أنه يجمع بين الإبداع الأدبي والعمل العلمي الأكاديمي. فمن إبداعاته (وخز كان) قصص قصيرة. ومن أشعاره غير (أناشيد صغيرة)، (غواية التسبيع)، و(اشتعالات الوداع).
اهتم بكتابة إبداعية خص بها الطفل منها: قصة (رحلة المدينة المنورة)، وقصة (الصديق المثالي)، وشعر (نشيد الحروف).