بشخصية أبو مساعد الكبير في السن وخفيف الدم والذي عرفناه من مسرحية تحت الكراسي قبل 35 عاماً، عاد من جديد للمسرح الجماهيري على المستوى المحلي الممثل النجم السعودي الكبير عبدالله السدحان، من خلال المسرحية الاجتماعية (أبو مساعد في مهب البيت) والتي تم عرضها ضمن عروض المسرح بموسم الرياض بالبوليفارد هذا العام، حيث سعد الجمهور بهذه العودة وشعروا برياح العطاء الفني التي هبت عليهم من هذا الممثل المعطاء، استمتعوا بقدراته الفنية التي يملكها كفنان يجيد الكوميديا الشخصية بفن راقٍ بعيداً عن الابتذال والإسفاف. السدحان سجل لنفسه من جديد كسباً للمسرح السعودي والخليجي، ولا غرابة في ذلك فهو فنان متعدد المواهب متمكناً من أداء دور الابن والأب والجد والرجل الطاعن في السن، قدم هذه الشخصيات بأدوار كوميدية مميزة على المسرح وبالتلفزيون، عاد بثوب (أبو مساعد) كرجل غني عاش مع أسرته ويدير شركته التي يمتلكها في حياة هادئة، لكن الرياح أتت بما لا تشتهي سفينته، أصابته حالة مرضية لتتغير حياته وتبدأ المتاعب والصراعات بين أفراد الأسرة وبعض من موظفي الشركة، كل يريد نصيبه من الكعكة بعد موته، لكن الرياح أتت أيضاً بما لا يشتهي الذين يتمنون موته المنتظر، فلم يمت أبو مساعد وبالتالي انتهت المسرحية واقتنع الجميع بمقولة المؤلف: حفظ الموجود أيسر من طلب المفقود. عاد السدحان مسرحياً بعد أن رأيناه سابقاً في ثلاثي النكد، عويس التاسع عشر، تحت الكراسي، عودة حمود ومحيميد، للسعوديين فقط، ولد الديرة. وبعد هذه العطاءات المسرحية أكد السدحان لجمهوره، بأنه قادر على استمرارية العطاء وأنه سيقدم في موسم الرياض القادم مسرحية أخرى تحكي شخصية سبق وأن شهدناها له في المسرح والتلفزيون، شخصية عرفناها من ابتكاره وإبداعه، تلك شخصية (أبو حسين) الرجل المتلون وفق مصالحه الشخصية، قد يكون هو كاتب النص أو قد يكلف أحد كتاب المسرح بكتابة العمل القادم، المهم (لا يوقف) ليبقى القول: تحية لهذا الفنان المتجذر في الدراما المسرحية والتلفزيونية السعودية، وإلى لقاء يجمعه بجمهوره على خشبة المسرح بموسم الرياض القادم بمشيئة الله تعالى.
** **
- مشعل الرشيد