أردهُ كلما انفتق..
وأحاول بأن يكون الأمر قد انغلق..
وألملم ما افتلت منه وسقط.
لقد طبع لونهُ في بطن كفي «رمد».
وصار يتباطأ كلما اشتد عليه الأمر وخمد.
غالباً ما نجهل أن تجاهل الأشياء والكلمات والتلميحات وحتى البشر هو قتل لذوات أرواح يغيب عنا عواقب قتلها..
تخيل بأن كل هذه الأشياء المشتعلة دائماً حتى تصل لمرحلة الصقيع المنكسر..
فتكرار الاشتعال دون احتواء يُنهي وقوده داخلنا.
فلو أنك كررت كلمات كثيرة هي بالأصل تحرقك
على مسمع حبيب انتظرت منه ردها بطريقة تطبطب عليك.. لكنه كرر أن لا يفعل!
فماذا عساه حلّ بالكلمات وصدرك الذي يحتويها وشعورك تجاه قول أي شيء آخر!!
ولو أنك بذلت الاهتمام الملتهب تجاه بشر ظناً منك بأنه سيلاقي ذلك بحبٍ وقدر ثم كرر بأن لا يبالي..
فماذا عساه حلّ بالاهتمام وانتباهك تجاه كل اهتمام آخر!!
هكذا نحن نأتي لهم بروح دافئة فتبرد عند ردة فعل عوجاء..
ثم لماذا نصل لمرحلة طلب التصرف حيال ما نفعله؟!
لماذا يكون داخلي ملهوفاً دائماً لقولك
لماذا أشعر بفراغ المواضيع عند نهايتها.
فاضطر لكتمها راجية أن تموت.
«رمد» يطغى على داخل داخلي وأنا أتمتم
ويكبر في جوف ليلي فلا يتضح..
يحجب الفجر ويسلب القمر فيكون الليل مظلما وطويلا.
أحتاج مكاناً شاهقاً حتى أصرخ فكل ما في داخلي يحتاج الهواء..
وضعت رسمك في كل نقطة أعبرها وفي كل انحناء
يمرني..
هنا قلت وهنا فعلت وهناك ضحكت..
لم تخلدك الطرقات فقط..
بل كل شيء تقع عليه عيني!
لقد انطويت تجاهك طيّ الاكتفاء الجامح
الذي لا يغريه أمر ولا يأخذ دوره آخر.
فلا حياة إلا بك ولا شعور إلا معك
ولا طموح إلا أنت.
طالما نحتاج الاستحالة لتحقيق المستحيل
وهذا في نهج ما بيننا جائز..
لعل «رمد» انتصف في نصف ذاتي يكون أكثر
نقاءً عند قربك.
** **
- شروق سعد العبدان