كيمياء كرة القدم ليست ضرباً من خيال ولا مجرد شيء نتصوره أو نعتقده، بل حالة فريدة من حالات كرة القدم النادر حدوثها وتواجدها بالملاعب، الكيمياء الإيجابية تأتي بصور وأشكال نراها ونسمعها بين المدرب واللاعبين، بين اللاعبين أنفسهم، وفي المنظومة الكروية (النادي) «إدارة، مدرب، لاعبون»، وهناك كيمياء إيجابية بين النادي وبطولة من البطولات!
كرة القدم عبارة عن كيمياء توازن قياسات مقاسات ومسافات، لذا أصبحت من المهام الأساسية لعمل المدربين كيفية صناعة فريق قوي من خلال التوازن ككيمياء بين العناصر وعمل المعادلات المتغيرة والمتطورة! فنجاح المدرب الجيد مع فريق صاحب إمكانيات ولديه جودة بالمحتوى عملية مضمونة وغير معقدة لكنها تحتاج لتوازن وتنسيق وضبط بالعناصر!.
ولننظر كيف أعاد الأرجنتيني دياز الهلال بوقت قصير وقياسي لسابق مستوياته أعاد له شخصية البطل المفقودة مع جارديم وأعاد لكثير من النجوم مستوياتهم الحقيقية، وهم الذين انطفؤوا تماماً مع البرتغالي الراحل أبرزهم كاريلو بعد أن اعاده لمركزه الأساسي باللعب! شخصية الفريق البطل مثلها مثل المعدن الأصيل تظهر بالأوقات الحاسمة مع المدرب (الصح) وهو من يخرج بخبرته أفضل ما لدى اللاعب من إمكانات ومحتوى! ودائما الفريق الجيد هو من يملك خط احتياط يوازي الأساسي، وأنا على قناعاتي بأن لاعبي الهلال لا ينافسون الأندية الأخرى بل ينافسون أنفسهم لتبوئ المقاعد الأساسية من اللعب وهذه ميزة عظيمة جدا! لذا فإن اراحة دياز لبعض العناصر نوع من التدوير المحمودة عواقبه!
دياز أعاد الهلال لمستواه الحقيقي بأسابيع قليلة حتى أصبح بمقربة من المتصدر الاتحاد ومع التصعيد المستمر بالنقاط قد يصل لمبتغاه! ودائما الأمل موجود لدى الهلاليين رغم تفوق الاتحاد وهيمنته على النقاط بمعركة السباق على الصدارة!
خلاصة الموضوع الحالة الفنية الفريدة التي يعيشها الهلال مع مدربه الأرجنتيني دلالة على أن النجاح مع فريق ثقيل بالملعب مضمون (بشرط) تواجد المدرب الذي يجيد صياغة العناصر ووضعها بشكل صحيح من خلال الكيمياء الإيجابية!
كلاسيكو الهلال والأهلي تحد جديد لدياز في سباق الحصول على النقاط فهل يكسبه؟.. ألقاكم
** **
- هيا الغامدي