د.عبدالعزيز الجار الله
بدأت حرب روسيا وأوكرانيا حرباً عسكرية تقليدية: حشود للقوات وتهديد على الحدود، ثم دخل الجيش الروسي الأراضي الأوكرانية وحاصر بعض مدن وقرى الشرق، وأعقب الدخول تطورات غيرت مفهوم الحروب وخططها فاجأت الروس والمراقبين الدوليين عندما قامت أمريكا وحلف الناتو وبريطانيا وأستراليا و(30) من دول العالم في تحرك سريع من العقوبات الاقتصادية على روسيا عبر حصار أنشطتها التجارية والصناعية وأيضاً حصار الأشخاص ممن هم في السلطة من الأثرياء القريبين جداً من الحكومة، حصار روسيا اقتصادياً وتجارياً وتصنيعاً، البنوك والمصارف والنقل الجوي والنفط والغاز والمواد الغذائية والسفن والعقارات، بهدف عزل روسيا عن العالم لوقف مطامعها وخططها في ابتلاع أوكرانيا والدول الوقعة في الحدود الغربية الروسية.
من جانب ميداني يدرك الغرب أن المدن الأوكرانية ستسقط ولن تصمد كثيراً في مواجهة القوات الروسية، لكن أمريكا وأوروبا وحلف الناتو يريد للحرب أن تكون حرباً طويلة وحرب شوارع، فالغرب له أكثر من غاية وهدف:
- حرب استنزاف في داخل أوكرانيا طويلة دون توقف.
- زيادة كلفة الحرب على روسيا.
- إنهاك الاقتصاد الروسي.
- إن تجعل الحدود الروسية الغربية مشتعلة باستمرار بالحروب.
- إشغال الجيش الروسي وآليات حربه.
- قيام روسيا بدفع فاتورة الحرب، وفاتورة إعمار أوكرانيا.
- الزج بالمرتزقة من الشرق الأوسط وجنوب آسيا في الأراضي الروسية والأوكرانية.
هذه العقوبات وحجمها وتنوعها وتصعيدها مؤشر بل مؤكد أن الغرب يريدها طويلة تستمر سنوات، فالدليل الإجرائي يشير إلى أنها لأكثر من عشر سنوات، حتى وإن توقفت الحرب، فالغرب كان يتحين مثل هذه الفرصة ليجعل روسيا تحت عقوبات اقتصادية طويلة تجعله يعاني اقتصادياً لسنوات، من أجل إيقاف برامجه العسكرية والنووية، ويوقف طموح روسيا عن التوسع في دول شرقي أوروبا، وعن فكرة روسيا الاتحادية الكبرى.
روسيا كان عندها هذا التصور ولكن ليس بهذا الاتساع من العقوبات الشاملة والتفاصيل التي لا تنتهي.