عبد العزيز الهدلق
لا يخالجنا شك في أن اتحاد الكرة ولجنة الحكام يتطلعون لتطور الحكم السعودي، ويأملون في اليوم الذي يكون في مقدمة حكام المنطقة والقارة والعالم. ولكن لماذا الحكم السعودي لا يتطور!؟ لماذا عجزت لجان التحكيم المتعاقبة عن إحراز أي تقدم في مستوى الحكم السعودي!؟ رغم الجهود، ورغم الأموال، ورغم رفع المكافآت، ورغم تجربة الاحتراف، ورغم المعسكرات الخارجية، ورغم الاستعانة بالخبراء الدوليين!
سنين طويلة ولا زلنا ندور في نفس الحلقة! وكلما تأملنا في بروز حكم كلما خابت آمالنا وظنوننا. كلما تقدمنا خطوة رجعنا خطوات!
للأسف هناك شيء ما وراء هذا الفشل. وهناك ما هو ظاهر وهناك ما هو خاف.
من الظواهر الملاحظة أن لجنة الحكام تدعم الفاشل، ولا تدعم الناجح!
كما أنها لا تقوم الخطأ ولا المخطئ. وتدع الأمور تسير وكأن لا خطأ ولا كارثة حدثت! فلا يشعر الحكم بأنه أخطاء وبالتالي لا يحدث أي تقدم أو تطور.
ولقد رأينا مثلاً كيف أن لجنة الحكام قد كافأت الحكم ماجد الشمراني بعد فشله المريع كحكم فيديو في مباراة النصر وأبها، ليقود مباراة النصر والاتفاق! وعبث بها بأخطائه الفادحة! فلو أن واجهته بأخطائه في المباراة الأولى، وعاقبته لما تكررت المجزرة التحكيمية في المباراة الثانية!
وهناك أمثلة أخرى أفدح وأمر.. مثل حكم يقول بأن اللجنة تكلف حكام معينين بناءً على رغبة رئيس ناد! ورئيس ناد اعترف بالصوت والصورة أنه كان وراء إقالة رئيس لجنة حكام! وحكم سابق قال في لقاء تلفزيوني إن هناك حكام معينون يسافرون في الصيف مع أحد رؤوساء الأندية!
هناك ممارسات يندى لها الجبين. تحبط كل عمل، وتفشل كل مشروع. وتجعل كل جهود مبذول أو مال مرصود لتطوير التحكيم يذهب هباء! وتجعل الإنسان يتساءل هل هناك من له مصلحة بعدم تطور التحكيم!؟ الجواب المنطقي لا.. إذن لماذا تحدث تلك الأمور!؟
لماذا نرى حكاما سابقين كانوا فاشلين خلال مسيرتهم التحكيمية قريبين اليوم من لجنة الحكام ومؤثرين فيها!؟ للأسف أن حكاماً كانوا عنواناً للفشل يدخلون في كل مرة ضمن تشكيل لجنة الحكام!
باختصار فاقد الشيء لا يعطيه. وإذا كان كان هناك إرادة وجدية في تطوير التحكيم يجب أن تكون لجنة الحكام بكل أعضائها وسكرتاريتها أجانب. أما التغييرات الشكلية فهي تمنح الفاشلين فرصة لممارسة فشلهم، وإفشال كل مشروع للتطوير.
زوايا
** أثمن نقطتين خسرهما الاتفاق في سعيه للهروب من خطر الهبوط كانت بأخطاء تحكيمية في مباراته أمام النصر.
** لماذا توقع الكثيرون قبل المباراة حدوث أخطاء تحكيمية يذهب ضحيتها الاتفاق وتحقق ما توقعوه!؟
** منح البطاقات المجانية في الشوط الأول يتيح للحكم التفنن في عمليات الطرد في الشوط الثاني!
** الاعتماد على استقطاب حكام مستجدين من «منبع» واحد! لا يعني سوى الدوران في حلقة مفرغة من الفشل المتكرر.
** في فترة سابقة كان الحكم الجامبي الفاشل جاساما شبه مقيم في دورينا ومخصص لمباريات معينة!
** في مرحلة سابقة تقدم أحد رؤساء الأندية بقائمة لاتحاد الكرة فيها حكام مطلوبون لفريقه! وحكام ممنوعون عن المنافسين! إلى أي مدى وصلت الجرأة!