الدولة أعزها الله اهتمت بالمواطن ويسرت له كل شيء في مناحي الحياة منذ ولادته حتى مماته اهتمت به دينياً وأمنياً واجتماعياً وصحياً وثقافياً وتعليمياً حيث سخرت جميع الإمكانات من أجل راحته واستقراره وترصد المليارات كل عام في ميزانياتها لخدمته كما قال خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ما هذه الميزانية إلا لخدمة المواطن ورعايته ويأتي على رأس هذا الاهتمام بالتعليم حيث فتح التعليم العام في جميع أرجاء مملكتنا الحبيبة في المدن والمحافظات والهجر والمراكز كما امتد اهتمامه بالتعليم العالي وما وجود أكثر من عشرين جامعة وما يتبعها من كليات إلا دليل على هذا الاهتمام لأنه يعلم حفظه الله أن الشعوب لا تتقدم إلا بالتعليم المدني والعسكري والأمني حتى تقف في صف الدول المتقدمة وهذا ما حصل بفضل الله ومنته فالأمية تكاد تنحصر إلى أقل مستوياتها فما منظر الرجل كبير السن وهو يمسك بالقلم والكتاب إلا منظر يسر الخاطر والتعليم عندنا ولله الحمد لم يتأثر (بجائحة كورونا) فقد تغلبنا على هذه المرحلة بكل يسر وسهولة وهذا بهمة الرجال والمخلصين الذين يشرفون على هذا التعليم بجميع مراحله وهذا جعل التعليم يعود بطلابنا وطالباتنا إلى فصولهم الدراسية في مرحلة التعليم العام والجامعي ونحن نعيش الآن في شهر شعبان قريباً من رمضان المبارك شهر العبادة والقرآن الذي قد تمتد إليه الدراسة ولكن السؤال في هذا المقام هل واقع الدراسة في هذا الشهر الفضيل سيكون التحصيل الدراسي فيه مثل الأشهر السابقة أعتقد (لا) التحصيل سوف يكون أقل لعدة أسباب منها (سهر الطلاب إلى بعد صلاة الفجر وهو مجبر على ذلك لأن ليالي رمضان الكريم تأخذ طابع السهر لوجود المسلسلات الرمضانية الذي يصعب حجبها عن أفراد الأسرة جميعاً كذلك الزيارات بين الأسرة وخاصة في هذا الشهر فبعض الطلاب قد يحضر إلى الدراسة وهو لم ينم حتى ساعة واحدة وهذا يؤثر على تحصيله الدراسي وعدم قدرته على الاستيعاب كذلك قطاع تعليم البنات ينطبق عليه ما ينطبق على تعليم الذكور ويزيد على ذلك المعلمات والإداريات، حيث لا تحضر إلى منزلها إلا قبل ساعتين من موعد الإفطار فكيف تقوم بتحضير إفطار أسرتها والصعوبة تكون أكثر على من تعمل خارج مدينتها متى تحضر إذا كانت مدرستها تبعد مائتي كيلو أو أقل أو أكثر أعتقد أنها لن تستطيع تجهيز إفطار أسرتها البتة وقد تفطر في الطريق المتجه من مقر مدرستها إلى منزلها فهذا الشهر شهرلعبادة يتفرغ فيه الإنسان للصلوات وقراءة القرآن أما المعلمة فيصعب عليها تلبية ذلك لأنها مرهقة ومما يزيد الطين بله تحضيرها لعملها غداً من تصحيح ورصد الدرجات وتحضير الدروس التي سوف تلقيها غداً على طالباتها فالواقع يحتاج إلى إعادة نظر في الدراسة في شهر رمضان المبارك.