صدر أمر ملكي في يوم الخميس 24 جمادى الآخرة 1443هـ الموافق 27 يناير 2022م، برقم: أ / 371 التاريخ: 24 / 6 / 1443هـ، من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله -؛ والذي يقضي بأن يكون يوم (22 فبراير) من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية باسم (يوم التأسيس)، ويكون إجازة رسمية لكافة قطاعي الدولة (العام - الخاص).
والجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية ليس لديها عيد استقلال، فهي البلد العربي الوحيد الذي لم يتعرض للاستعمار - ولله الحمد -، ويومها الوطني هو يوم توحيد البلاد بعد مبايعة قبائل الجزيرة العربية للملك عبد العزيز آل سعود ملكاً للبلاد عام 1351هـ / 1932م، وتأسيس الدولة السعودية الأولى كان قبل ثلاثة قرون.
وقد أسس الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ / 1727م، وامتدادًا لها تأسست الدولة السعودية الثانية على يدي الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود عام 1240 هـ / 1824م، ثم تأسست المملكة العربية السعودية عام 1319هـ / 1902م على يدي الملك عبد العزيز - رحمهم الله جميعًا -.
ويمثل يوم التأسيس مصدراً للفخر، والاعتزاز بالجذور التاريخية الراسخة لوطننا الغالي الذي نفاخر بانتمائنا لأرضه، والتسمي باسمه، والتغني بمجده إنها المملكة العربية السعودية، ويأتي ارتباط إنسان هذا الوطن بقادته بدءاً من مؤسس الدولة السعودية الأولى الإمام محمد بن سعود قبل (300) عام، ليرسخ مفهوم الولاء والمواطنة لهذا الوطن الغالي. ويوم التأسيس يأتي في منتصف عام 1139هـ الموافق لشهر فبراير من عام 1727م، وهو بداية عهد الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى.
وسنعرض نبذة تاريخية مختصرة عن تأسيس الدولة السعودية؛ فقد أُنشئت الدرعية عام 850 هـ / 1446م، على يد مانع المريدي، وأسس إمارة فيها ثم واصل إكمال تأسيس الإمارة عدة أمراء من أبنائه وأحفاده من بعده عملوا على تقوية إمارة الدرعية، لتصبح دولة تقوم على الأمن والاستقرار والكيان الواحد في شبه الجزيرة العربية، حتى تولى الإمارة الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ / 1727م.
وبعد تولى الإمام محمد بن سعود إمارة الدرعية التي أصبحت عاصمة الدولة السعودية الأولى، بذل جهوداً كبيرة في العديد من الجوانب منها: الجانب الديني ، فقد ناصر الدعوة الإصلاحية وساندها والتي قامت على أساس تحقيق توحيد الله والقضاء على البدع، والممارسات المخالفة للتوحيد في المنطقة؛ حيث رحب الإمام محمد بن سعود بالشيخ محمد بن عبد الوهّاب عام 1157هـ / 1744م، وبذلك قامت الدولة السعودية على أساس ديني قوي يعتمد على القرآن الكريم والسنة النبوية، ودعوة الإصلاح الصحيح، وأصبحت من أهداف المؤسس: قيام الدولة السعودية، وإعادة توحيد شبه الجزيرة العربية، ونشر العقيدة الإسلامية الصحيحة.
أما على الجانب السياسي: فقد زاد الإمام محمد بن سعود من قوة الدرعية ونفوذها، وعقد تحالفات مع البلدات المجاورة ولم تخضع الدرعية في عهده لأي سلطة أخرى.
وعلى الجانب الاقتصادي: وثّق الإمام محمد بن سعود علاقاته بالبادية والحاضرة، وأمّنَ طرق التجارة والحج، وأصبحت الحركة التجارية ميسَّرة؛ وهو ما هيأ ومكن لقيام دولة قوية موحدة.
وعلى الجانب الاجتماعي: أصبحت الدرعية مقصداً للبادية والحاضرة، وذلك بسبب علاقتها الجيدة بجميع من يقصدها، وهو ما أدى إلى اتساع مجتمعها الذي ساهم في التأسيس وبناء الدولة في عهد الإمام محمد بن سعود، وحكم الإمام المؤسس ما يقرب أربعين عاماً (1139هـ - 1179هـ / 1727م - 1766م).
ومما لاشك فيه أن هذه الخطوة المباركة في إقرار (يوم التأسيس السعودي)، وجعله ذكرى سنوية يحتفل فيه في الوطن تبرز تمسك قيادتنا الرشيدة بجذور التاريخ السعودي، والإرث الوطني لدولتنا، وما أقامه المؤسس الإمام محمد بن سعود من الوحدة والأمن في شبه الجزيرة العربية، بعد أزمان من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار، وبما تحقق للبلاد بعد تولي أبنائه وأحفاده من بعده قيادة مسيرة هذا الوطن الشامخ، وسيرهم على خطى المؤسس في بناء الدولة السعودية العظمى من نهضة وتنمية شاملة، وبناءً للإنسان السعودي وتعزيزاً لمكانته حاضراً ومستقبلاً بين الأمم.
وفي الختام، نختم بتصريح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لوكالة بلومبيرغ: «لا فضل ولا منّة في أمن، واستقرار، وأمان، ورخاء المملكة لأي دولة كانت، وأن المملكة تضرب أطنابها في عمق الأرض منذ حوالي 300 عام، وأن المملكة تؤكد بكل قوة وحزم أن من يحمي أراضيها هم أبناء شعبها».
ولا يسعني إلا أن أهنئ نفسي، وكافة أفراد الشعب السعودي الكريم بمناسبة حلول الذكرى الأولى السنوية ليوم التأسيس، بعد صدور الأمر الملكي من قائدنا الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - الذي رزقنا الله به وبولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عراب الرؤية التاريخية السعودية، لينقلوا بخطوات حكيمة وثابتة الوطن نحو مستقبل زاهر ومشرق بإذن الله، وعلى حب الوطن، وولاة أمرنا، وتاريخنا الشامخ نلتقي دوماً.
** **
- نوال بنت إبراهيم القحطاني