صيغة الشمري
بدأت بوادر انحسار جائحة كورونا -بفضل الله- تلوح في الأفق بعد ما يقارب السنتين من وفاة الملايين ومرض الملايين وحذر ومخاوف الملايين من البشر، سنتان والبشرية جمعاء كأنها تشارك في فيلم يعتريه الغموض والرعب والمفاجآت والترقب، سنتان والفرد يتعرض لشعاع الأخبار السلبية عن كورونا على مدار الساعة لدرجة أن كلمة كورونا لا تغيب أبدا عن الشريط الإخباري للقنوات الإخبارية بإعلامها الجديد والقديم بشكل مستمر، لم يظهر للعين أكثر من كلمة عاجل باللون الأحمر عن أخبار كورونا ومستجدات أخبارها المخيفة من تحوراتها وإصاباتها وقتلاها، واجهت البشرية جمعاء أقسى كارثة في العصر الحديث لم تكن بالحسبان وقفت أمامه عاجزة وغير قادرة سوى اتخاذ المزيد من الاحترازات والذهاب في البحث السريع عن لقاح يساعد في التخفيف من وطأة هذا الفتك والدمار الرهيب الذي طال كل جوانب الحياة لدرجة أجبرت الدول على منع مواطنيها من الخروج من البيت في قرار غير مسبوق بتاريخ البشرية لجعل انتشار الوباء يتباطى حتى لا يتسبب في انهيار المنظومة الطبية،كل يوم تخرج دراسة طبية أو اقتصادية تبين مدى حجم الدمار الذي تسببت فيه جائحة كورونا، ولكن غاب علماء الاجتماع والطب النفسي عن المشهد رغم ضرورة وجودهم للتخفيف من آثار الدمار النفسي الذي كان ينتشر جنبا إلى جنب مع انتشار الفايروس في أرجاء المعمورة، لم يهتم أحد سوى بسلامة الجسد من خطر هذا الوباء متناسين أن له خطرا نفسيا لا يقل بحال من الأحوال عن خطره على الجسد، كانت هناك دراسات يتيمة هنا وهناك تنشر على استحياء بين الفينة والأخرى تتحدث عن مستوى تدميره النفسي وضراوته على الصحة النفسية في تحذير لم يلفت انتباه أحد على تزايد معدل الجريمة والطلاق وغيرها من المعدلات السلبية نتيجة الضغوط النفسية والعصبية التي سببتها الجائحة على الفرد، لاسيما وأن البشرية كانت تعاني قبل دخول كورونا من ضغوط ضعف اقتصادي ودخلت كورونا لتزيد الطين بله، تمنيت أن يظهر علماء طب النفس والاجتماع عندنا لتقديم رسائل إرشادية أو خارطة طريق لتنظيف الروح من الآثار السلبية التي خلفتها كورونا والانتباه لهذا الأمر لا سيما أن الصحة النفسية مهمة جدا في رفع معدل مناعة الجسد للصمود أمام فتك هذا الفايروس الخبيث.