أحمد يحي البارقي
عندما تسقط الأقنعة تنكشف الحقائق وتتعرى الوجوه وتتضح الحقائق المرة المغطاة بالزيف، أيام وسنوات مرت والإعلام الغربي يدعي الحيادية والإنصاف والمصداقية والاستقلالية ولكن الحرب الأوكرانية كشفت زيف كل تلك الادعاءات بل أظهرت العنصرية البغيضة الذي يحملها الإعلام الغربي الذي يدعي الحضارة والتقدم والرقي. هذه الحرب كشفت حقيقة كان يعرفها العقلاء ويجعلها المغررون من أبنائنا الذين يتغنون بالحرية الغربية وبأنهم قوم متحضرون لا يكرهون الآخرين.
لقد سقط الإعلام الغربي في خندق العنصرية واتضح بأنهم غير منصفين وغير إنسانيين وغير مهنيين تخلوا عن أبسط المبادئ المهنية في عالم الصحافة.
من أقوالهم العنصرية والتي تناقلتها تلفزتهم: يقول مراسل BBC أستميحكم عذراً فما يحدث يثير المشاعر لأني أشاهد أطفالا أوروبيين عيونهم زرقاء وشعرهم أشقر يُقتلون بصواريخ ومروحيات بوتين كل يوم.
وفي أحد البرامج لقناة BFM الفرنسية اليمينية، خطاباً شبيهاً منذ بداية الغزو الروسي، شمل أوصافاً مثل: «فنحن لا نتحدث عن سوريين يهربون من قصف نظامهم المدعوم من بوتين، بل نتحدث عن أوروبيين يقودون سيارات كسياراتنا».
وتقول مراسلة تعمل لصالح «إن بي سي» بصراحة هؤلاء ليسوا لاجئين من سوريا، هؤلاء من أوكرانيا المجاورة، هؤلاء مسيحيون، إنهم بيض، إنه يشبهون الأشخاص الذين يعيشون في بولندا. ويقول مراسل قناة CBS News «هذه ليست العراق أو سوريا أو أفغانستان هذا بلد متحضر ودولة أوروبية، ولا يصح أن يحدث فيها مثل هذا.
ولم يقتصر الأمر على صحافتهم الغربية العنصرية بل تعدى ذلك إلى مسؤوليهم.
فها هو رئيس وزراء بلغاريا كيريل بيتكوف، في تصريح متلفز يقول: «اللاجئون الأوكرانيون ليسوا من اللاجئين الذين اعتدنا عليهم، لذلك سنرحب بهم، هؤلاء أوروبيون أذكياء ومتعلمون». وتابع: «ولا يملكون ماضياً غاشماً كأن يكونوا إرهابيين»؟ إن التغطية الإعلامية الغربية كشفت منهل العنصرية في الغرب، يدعون الإنسانية والمدافعة عن المسحوقين ولكن الحقيقة التي انكشفت أنهم أعداء للإنسانية الحقة تفوح منهم رائحة الكراهية والعداء لمن ليس من جنسهم.