طَوَتكَ يا سَعدُ أَيّامٌ طَوت أُمَماً
كانوا فَبانوا وَفي الماضينَ مُعتَبَرُ
الإنسان في هذه الحياة مهما طال به العمر فلابد من الرحيل، ولكن السعيد الذي يرحل بزاد من التقى والخاتمة الحسنة، وهذا ما نحسبه في الشيخ سعد بن عبدالعزيز الخميس بفضل من الله ورحمته، الذي توفي يوم الاثنين 28-6-1443هـ، بعد صلاة الظهر، وهو جالسٌ في مصلاه في المسجد يقرأ القرآن ويذكر الله، وتمت الصلاة عليه يوم الثلاثاء 29-6-1443هـ، بعد صلاة العصر في جامع الحزم بمحافظة حريملاء، وقد حضر جموع غفيرة من أقاربه ومعارفه وطلابه من الرياض وبلدان سدير ومن محافظة حريملاء وما جاورها، داعين المولى له بالرحمة والمغفرة، ثم حمل جثمانه الطاهر ثم وُورِيَ في مقبرة «صفية» بمحافظة حريملاء في أجواء حزنٍ وأسى، ولاسيما على أبنائه المفجوعين وأخيه عبدالمحسن الذي بدا عليهم الحزن العميق، ولسان حال الجميع يكرر هذا البيت:
فَلا تَبكِيَن في إِثرِ شَيءٍ نَدامَةً
إِذا نَزَعَتهُ مِن يَدَيكَ النَوازِعُ
وكانت ولادته في العطّار إحدى بلدان سدير عام 1360هـ، ونشأ وترعرع بين والديه وإخوته، وقد ألحقه والده بإحدى مدارس الكُتَّاب لتعليم القرآن الكريم، ثم بعد ذلك التحق بابتدائية العطّار إلى أن تخرج منها، بعدها التحق بمعهد المعلمين بحوطة سدير، وبعد تخرجه انتقل إلى الرياض مواصلاً دراسته بالمعهد العلمي، ثم تخرج من كلية الشريعة عام 1390هـ، وقد عُيِّن مدرسًا في المعهد العلمي بعرعر لمدة سنتين، ثم انتقل إلى المعهد العلمي بحريملاء، وقد تخرج على يديه أجيالٌ كثيرةٌ يذكرونه بالخير دوماً، واستمر في المعهد العلمي إلى أن تقاعد عام 1420هـ حميدةٌ أيامهٌ ولياليه:
فَأَحسَنُ الحالاتِ حالُ اِمرِئٍ
تَطيبُ بَعدَ المَوتِ أَخبارُهُ
يَفنى وَيَبقى ذِكرُهُ بَعده
إِذا خَلَت مِن شَخصِهِ دارُهُ
وكان رحمه الله باراً بوالديه واصلاً لرحمه كريماً سخياً، وقد طُبع على الإنفاق والبذل في أوجه الخير والبر وحب الضعفة والمساكين ومساعدتهم والمشاركة في الأوقاف وبناء المساجد وغيرها..، وكان - رحمه الله - ملازماً لقراءة القرآن والمكوث في المسجد، وقد خلف ذرية صالحة مؤهلين تأهيلاً عالياً، وكان بابه مفتوحاً للصغير والكبير كريماً مضيافاً:
حَبِيبٌ إلى الزُّوّارِ غِشْيَانُ بَيْتِهِ
جَمَيلُ المُحَيّا، شَبَّ وهْوَ «كَريمُ»
وكثيراً ما يدعونا لحضور المناسبات لديه، وكان آخرها قبل أسبوع من وفاته، تغمده المولى بواسع رحمته وألهم أخاه الشيخ عبدالمحسن وشقيقتيه وأبناءه وبناته وعقيلته «أم عبدالعزيز» وأسرة الخميس كافة الصبر والسلوان.
يا غائباً في الثرى تَبلى محاسِنه
الله يُوليكَ غُفراناً وإحساناً
** **
عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف - حريملاء