الحمد لله الذي أحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... وبعد..
لا أحد منصف يُنكر ما تقوم به وزارة الداخلية، ممثلة بإدارة المخدرات ورجالاتها، ورجال الجمارك، وحرس الحدود، وخفر السواحل وجميع القيادات الأمنية، بتوجيه ومتابعة سمو وزير الداخلية ونائبه، فلا يكاد يصدر عدد من الصحف اليومية، إلا ويحمل خبراً يشرّف هؤلاء الرجال، مما يجعل كل مواطن صالح يفتخر بهم، وذلك بضبط كميات كبيرة من السموم القاتلة من أنواع الحبوب المخدرة والحشيش والقات التي تذهب بالعقل والمال.
إن شباب المسلمين مستهدفون عموماً، وشباب هذا البلد المعطاء خصوصاً، وهم ابني وابنك وأسرتي وأسرتك، وذلك لقتل وازعهم الديني والمروءة والأخلاق، (وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا)، حتى الأطفال لم يسلموا من شباك هؤلاء الأعداء، فقبل الامتحانات يحذر المختصون والتربويون من انتشار هذه المخدرات أوساط الطلاب والطالبات بحجة أنها تساعدهم على المذاكرة.
ناهيك عمّا شرحه رئيس لجنة السموم في الخدمات الطبية لوزارة الداخلية اللواء عبدالعزيز الدلقان مشكورًا في قناة الإخبارية عن جميع ما تسببه هذه المخدرات من أنواع الأمراض المستعصية التي لا تحصى ولا تعد.
ويلجأ عادةً مروجو المخدرات لابتكار عدة طرق لإيقاع الصغار في فخ المخدرات، ومتى ما وقع أحد بها بدأت المأساة ليس لهذا المستخدم فحسب بل يتعدى ذلك إلى الأسرة فإذا أدمن عليها انتهى دوره في بناء مجتمعه الذي هو بأشد الحاجة إليه، أليس هذا هو الواقع وما سيحصل لولا توفيق الله أولاً ثم عيون هؤلاء البواسل الساهرة الذين يقومون بالتصدي لعصابات الإجرام، وقطع الطريق عليهم قبل أن تصل إلى المروج، ومن ثم المستعمل (يبذلون جهودًا يجب أن تذكر فتشكر)، قد يقول قائل «لا يعدو أن يكون واجبهم»، نعم ولكنهم يقومون به بكل إخلاص وأمانة واحتساب، يفادون بأنفسهم لصد هذا العدو الشرس، وقد يواجهون أحياناً إطلاق نار عليهم عند مداهمتهم لأوكار هؤلاء.. بحق ألا يستحقون على عملهم هذا الشكر والتقدير والدعاء لهم بالسداد والتوفيق، ناهيك عما تقوم به حكومتنا الرشيدة في عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين من إيجاد المستشفيات الخاصة بعلاج هؤلاء المدمنين، وكذا المصحات النفسية لتأهيلهم وإعادتهم للمجتمع رجالاً صالحين.
وبما أن أمن الوطن ومقدراته وثروته مسئولية الجميع، فيجب على كل مواطن ومواطنة غيور أن يكون عوناً وسنداً لهؤلاء الأبطال، وذلك بإبلاغ الجهات المختصة عن كل ما يخل بأمن وسلامة هذا الوطن العزيز على قلوبنا جميعاً. والله من وراء القصد والسلام.