سلطان بن محمد المالك
لا يوجد مستحيل أبداً متى ما وجدت الرغبة والإرادة في تحقيق الهدف وتجاوز الطموحات، وهذا ما جسده واقع معرض الدفاع العالمي الذي عقد في الرياض الأسبوع الماضي لمدة 4 أيام. هذا المعرض الذي أتت فكرته بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان قائد الإنجازات والطموح لكل ما يحدث في الوطن بعد إطلاق رؤية 2030. حيث وجه سموه أن يقام معرض للدفاع في المملكة يكون ضمن أفضل ثلاثة معارض للدفاع في العالم ويضاهي المعارض العالمية الشهيرة مثل بريطانيا (فانبره، DSEI) وفرنسا (باريس اير شو) والإمارات العربية المتحدة (ايدكس ودبي للطيران)، بل ويصبح رقم واحد في العالم في العام 2030. ومن الأولى بمكان أن يعقد مثل هذا الحدث في المملكة والتي تعدّ من أكبر دول في العالم على الإنفاق العسكري.
بدأ التحضير والتجهيز للمعرض من المنظم الهيئة العامة للصناعات العسكرية منذ 3 سنوات بمتابعة مستمرة من رئيس مجلس إدارتها سمو ولي العهد وشاركت معها العديد من الجهات الحكومية في التحضير والترتيب لضمان النجاح، وحظي المعرض برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين وبزيارتين للمعرض من سمو ولي العهد وأكثر من 100 وفد رسمي من دول مختلفة.
ولعل من شاهد الاستعدادات التي تمت للتحضير للمعرض بدءًا من اختيار الموقع الإستراتيجي في الرياض على طريق القصيم بمنطقة ملهم وحتى اعتماد بناء المقر وفق أعلى المواصفات وتوفير ثلاث صالات للعرض داخلية وخارجية مع بناء مدرج للطائرات بطول 3 كيلو مترات، سوف يدرك أن العمل منظم ومرتب لتجاوز الهدف الموضوع. وتأكدت عناصر النجاح للمعرض بعد انطلاقه بحضور عدد كبير من الجهات والشركات العارضة بما يقارب 600 من عدد 42 دولة. وهذا مؤشر كبير ورائع على النجاح للمعرض مع تسجيل عدد قارب 65000 شخص من الزوار. وسجل المعرض صفقات وعقود شراء عسكرية ودفاعية بين جهات محلية ودولية أعلن عنها مع ختام المعرض بقيمة إجمالية تقدر بـ 29.7 مليار ريال سعودي.
كل من زار المعرض خرج مسرورًا مما شاهده من إبداع في التنظيم في الوصول للمعرض ومما احتوته صالات العرض من عروض وفعاليات مصاحبة، كانت المشاركة بفعالية من جميع المشاركين سمة من سمات النجاح، الكل استمتع بالمعرض وفعالياته ومشاهدة عروض الجهات الحكومية العسكرية والمدنية وكبريات الشركات العالمية والمحلية المتخصصة في قطاع الدفاع والأمن.
شكرًا لحكومتنا وقيادتنا الرشيدة على الحرص على أن تكون مملكتنا في مصاف الدول المتقدمة في كل شيء، وما حققه المعرض من نجاح يرسخ مكانة المملكة ضمن مصاف الدول المتقدمة، وشكرًا للهيئة العامة للصناعات العسكرية على تنظيم هذا المعرض الرائع ولشركائها من القطاعين العام والخاص، وننتظر النسخة الثانية من المعرض في العام 2024 إن شاء الله.