رمضان جريدي العنزي
يا معالي وزير العمل، أعرف بأنك في وزارتك ترتحل بين مجرات كبيرة ومهولة، وتمشي على طرق بعضها معبد وبعضها الآخر غير معبد، وتسير على أرضية بعضها مستوٍ، وبعضها الآخر غير مستوٍ، وتمر بكهوف غريبة وتسمع أصواتاً، بعضها ممل وبعضها نشاز، وأعرف بأن رأسك مثقل بالهموم وبالأفكار، وأعرف أيضاً بأن داخلك مسكون بجبال كبيرة تئن من هول حملها الأجساد والنفوس، وأعرف بأنك تنام وتحلم بأشياء كثيرة وكبيرة في مجال التوطين والإحلال والسعودة، وأعرف بأن لك فلسفة خاصة ومفاهيم خاصة ولك رتم وإيقاع عمل مختلف ومميز، وأعرف بأنك لا تحبذ الأشياء أن تكون معقدة وغير بسيطة، وتمارس عملياً تجسيد كل ما هو جميل ومحبب، وأعرف بأنك تتعامل مع وجوه كثيرة لها متناقضات ومتضادات بائنة وواضحة تحاول هذه الوجوه أن تمشط شعر الليل وتضفر جدائل الشمس في أن واحد!، وأعرف أن لك قدرة هائلة على الصبر والتصميم، وتمارس الركض طويلاً، وأعرف بأن روحك تكون أحياناً متعبة لكنك تملك خصلة تحد متقد لا تنطفئ، أعرف أنك غير مزمجر وغير عنيف، ولك هدوء عجيب، تحب التأني ولا تحب العجلة، أعرف بأن بعض الألسنة الحداد تلعقك، ويصيبونك أحياناً بالكآبة، وقد يضرمون في عملك النار، وقد يغيبون إنجازك كذباً وبهتاناً، وقد ينهكون حضورك، لكني اقول لك توهج، وجرد حسامك، أشعل روح السعودة والتوطين بقوة وعجل، واجعلها القضية الأولى، ولتكن السعودة من الأعلى للأسفل وليس من الأسفل للأعلى أبداً لا تكن كذلك، فلدينا قدرات وطنية عالية المستوى والتفكير والتحصيل العلمي في كل المجالات المتنوعة الفنية والطبية والمحاسبية والهندسية والإدارية والإشرافية، وتملك الفكر والذكاء والخبرة والمعرفة وحب العمل، ولديها حب الإنتاج والإبداع والتفاني والإخلاص والتطلع، وعندما يبدأ التوظيف من الأعلى للأسفل حتماً تكون النتائج دائماً باهرة، سعيدة وناجحة ومحققة للأهداف، يا معالي وزير الموارد البشرية أشعل قناديل التوطين، وأضواء السعودة في آن، أرعب الخفافيش الذين لا يريدون تحقيق السعودة الحقيقية المبنية على الأسس القوية الصلبة، ولا يبتغون مصلحة الوطن العليا حاضراً ومستقبلاً، وأعلن الحرب على فلاسفتهم ومنظريهم والداعمين لهم، الذين يريدون هدم السعودة، وخراب التوطين، كن واضحاً معهم كما أنت، وكما عهدناك، لا تخف منهم ولا تهتم، ولا تمنحهم حالك ووقتك وبالك، كن مطراً يغسل وجه أرض الوطن الأشم بالسعودة الكبرى، كن شال فرح يتدفق بهاءً، احمل السعودة على كتفيك وامشِ بها، أشعل فتيل السعودة وصح في وقت الفلق لقد ذهب الغسق، إن الوظائف فقط لأهل البلد.