عرَّافةٌ قالت رميتُ المِندلا
لمَّا مضى غيبي وكشفي أقبلا
فالرَّملُ محجوبٌ لهُ أسرارُهُ
والسحرُ يأبى أن يردَّ المِعولا
تاهت رموزُ الغيبِ من كفِّي فما
عادت خيوطُ النَّسجِ تغري المِغزلا
رملي تلاشى والخطى مشدودةٌ
والماءُ مدفونٌ ببئرِ المبتلى
دربٌ عسيرٌ والمدى غيرُ المدى
لا تشبهُ الآفاقُ باباً مقفلا
ردَّت حروفُ الشَّدوِ في ترتيلها
لو ترتوي البيداءُ ما شأنُ المَلا
ليلٌ غريبٌ والأماني شُرِّعَت
تعويذةٌ لم تكتسبْ شرعَ الأُلى
صُبِّي لهُ التِّرياقَ كأساً شافياً
وارمي الخطايا والرُّؤى والمِندلا
جاءتْ سويعاتُ النُّهى محمومةً
والصوتُ مبحوحٌ يُغَنِّي ألفَ «لا»
مَنْ سار في ركبِ الدُّجى أودت بهِ
مرثيَّةٌ تبقى حديثاً مرسلا
** **
- عبدالملك الخديدي