«ملتقى قراءة النص 18» ، الذي نظمه النادي الأدبي الثقافي بجدة، بالشراكة مع جامعة الأعمال والتكنولوجيا، مؤخرا.. ست جلسات حول عنوانٍ أقيم الملتقى من أجله وهو «الحضور الثقافي والأدبي والنقدي في الصحف والمجلات السعودية» وبحكم اطلاعي المهني الصحافي قبل وأثناء وبعد ختامه كان جليا عليّ أن أسبر في قراءة الملتقى في دورته الثامنة عشرة واستمرار إقامته وما جاء تحت عنوانه الملفت والمهم في هذه المرحلة بالذات الحسّاسة من عمر الصحافة والمجلات الورقية بالأخص الإعلام المكتوب ، وعن هذا سأكتب:
هل مناقشة الحضور الثقافي والأدبي في الصحف والمجلات السعودية مُجدٍ؟ نعم وفي هذا الوقت قصدا وفكرا وبحثا لأن العودة لقراءة الماضي يُبْنى على أساسه الحاضر، فوقت ذروة الثقافة والأدب في الصحف والمجلات في الستينات وما فوق مختلفة عن العشرين الميلاديّة، اختلاف نوعي وكمّي ، كيف؟ حسنا
أغلب إن لم يكن كل الصحف الورقية تصارع على الهبوط للدرجة التي لا تستطيع معها الصعود أو لنقل كما قاله الدكتور إيراهيم التركي صُليت عليها تكبيرا أربع في إحدى مداخلاته بالملتقى نفسه! وهذا كلام واقعي وإن كان مؤلما لا رواتب للعاملين ولا مكافآت للمتعاونين نهائيا. وسنأتي للحل والعلاج من وجهة نظري لاحقا.
النقطة الثانية والمهمة التي أراها هي الزمن بين فترتين الذورة بما فيها من معارك أدبية وثقافية كمثال حركة الحداثة في الشِعْر مثلا وقس على ذاك الكثير، وما صاحبه من إنتاج ضخم من النصوص الإبداعية والكتّاب كذلك للأمانة ، الآن الملاحق الثقافية بكل أمانة هناك جودة ولكن بلا صراعات لصالح الثقافة والأدب، هناك كتّاب نعم ولكن البعض بلا جودة ما أقصده دون عمق الفكرة والتشبث بها كسابق من مناقشة اللبّ لا القشور.
أغلب الأوراق التي قدّمت في الملتقى قراءة الماضي من ثقافة وأدب في المجلات والصحف هذا حسن ولكن من الذي قرأ الواقع الآن! الواقع يقول إن الملاحق الثقافية والأدبية انتهت أو لنقل في غرفة العناية المركزة تنتظر نحبها! وما المحاولات الحاليّة كالمجلة الثقافية بصحيفة الجزيرة والملحق الثقافي بصحيفة الرياض والأسبوعية في صحيفة المدينة ومثلها في عكاظ مجرد عشق وانتماء لصاحبة الجلالة الصحافة هناك حوارات جادة، قضايا مهمة بعض الشيء في الأغلب كتّاب مبدعون كذلك ولكن السؤال إلى متى الصمود على ذلك؟!
حين تكون في ملتقى مهم كالذي نظمه النادي الأدبي بجدة مشكورا من رئيسه وطاقمه الإبداعي المحترم وتأتيك الفرصة للبحث عن الحضور الثقافي والأدبي في الصحف والمجلات لابد من وجهة نظري أن تناقش بورقتك حال الصحافة ثقافيا وأدبيا ونقديا الآن الأسباب والحلول ، المواقع الاجتماعية تويتر وأثره والبقية مناقشة بحثا وتنقيبا ، لا فقط ماضي تلك الصحف والمجلات.
إن الحل من وجهة نظري لاستمرار تدفق هذه الثقافة وهذا الأدب فيهما مجلات وصحفا هو:
قراءة الزمن وتفكير الأجيال الآن ومستقبلا ، مواكبة الأحداث صحافيا قبل وأثناء وبعد الفعالية أو الخبر الحوارات للشباب منه وإليه ، العودة للجذور من نبش التراث القروي وأثره في المدينة والعكس على المستويين الثقافي والأدبي ، مخاطبة الجميع من عينيهم لا من وراء الرأس بمعنى تعزيز الوطنية مواكبة عشرين ثلاثين تلك الرؤية الطموحة مثلا جودة الحياة الترفيه السياحة المسرحيات الأفلام الدراما الموسيقى الفنون البصرية والأزياء الطبخ وإعطاء حريّة لها للصحف والمجلات أكثر لمناقشة قضايا أعمق وأدق وأشمل وهكذا هنا تنطلق الصحافة من هذه الثقافات لمخاطب عقل مجتمعنا الآن.
وأخيرا
من حساب الشاعر عبد العزيز الشريف بتويتر
حصاد الظهيرة ..
المبدأ الحقيقي للإنسان السوي، ألا يفقد مبادىء الأخلاق وأن يقف بين الناس وهو لا يغش ولا يكذب ولا ينافق ولا يخون من وثق به هذه هي المبادئ الحقيقية التي يجب المحافظة عليها.!
** **
- علي الزهراني (السعلي)