ورغم هذا
تقولها وكأنك مازلتَ كما عهدتك !
أي رغم تتحدثُ عنه؟!
وكأن الأيام عمياء تسير فقط على طرقاتك!
تترك دمارًا وهذيانًا وعمرًا من الألم والخيبة والكثير من البكاء والاتهام والحيرة والعتب الغاضب!
…
كنت دائماً بيني وبين نفسي في حالة انتظار لبركانك
المختبئ خلف حجاب ضحكتك الدائمة وطيبتك السمحة ورضاك أو استسلامك
ولم أعِ بأني سأكون في مقدمة البركان
يعانقني بوجه غريب وشعور أغرب !
…
متعمدًا في جرحك أكثر من ضبابية غيابي
وأنا التي خبأتُ الهم والخوف في قلب امرأة
تدفعها أنانيتها أن لا تكون عبئا ولا ضعفًا
ولا تستشعر الشفقة وإن كانت في قمة أناقتها
ولا ترغب في اثقال فكرك ومضاعفة قلقك
فأنت الرجل الذي ينبض صدره بقلب طفل لم يكبر أبدًا.
…
أخبرني:
هل تذكر ردة فعلك عندما أخبرتك أني قصصت شعري فقامت قيامة السماء رعدًا وبرقًا وأمطرت عيناك وقلبك بكاء وأنيناً!
فكيف أخبرك بهاجس مرعب وأفكار سوداء وشيطان ينفخ النار على وسواس صدري؟
كيف أخبرك بضبابية وحش لا تعلم هل هو حقيقة أم سحابة صيف ،واستراحة سباق ؟
لا تقل برغم هذا
فما عانيته وحدي لا يوازي شيئًا مما عانيت
وأنا أطرق باب المستشفى وحيدة وخائفة
أحمل رأسي بين يدي المجهول
وأهوى بفزع في دائرة التحاليل والخزعات
أتلمس الطمأنينة بالهروب إلى دائرة المسرح
بألوان صارخة بوجه بهلوان ودمع يبتسم.
دعني أخبرك بأني ابتعت الكثير من الأقنعة السعيدة
وابتلعت قرص المعايشة حتى تظهر الحقيقة
وكنت أعصر الصبر والثبات وأهدهد الوقت بقوة أنثى لم تعد تبالي.
..
أتعلم يا صغيري، أفكار الانتظار غير عادلة وغير متشابهة
كنت تمارس كل شيء عدا الخوف علي
ومارست أنا كل شيء إلا مشاركتك لحظة الخوف
أخبرني ما الذي فعلته لي عندما وفيت بوعدي لك؟
بشرتني بأن امرأة لديك
أشعلت غيابي بحلو الحديث
وأحرقت رسائلي بفتنة المداد
هنيئًا لك
فما كنت أدعو الله وأتمناه لك
بشرتني به
وكأنك تقول:
أنتِ لست آخر نساء العالمين
ولستِ الأخيرة في قلبي!
لا بأس يا طفلي
فما أسعدني بسعادتك
وأنا خارج السرب وخارج المنافسة والمقارنة والترتيب.
ولكن لا تقل ورغم هذا!
وتترك الصفحة خالية
وكأنك تقول املئيها بما شئتِ
ورغم هذا.. العتب كسيح
والحديث يحتضر
والمسافة ختام
فتقبل عزاءك بي.
** **
- نسيم منور