ـ مع البداية الفعلية للدراما السعودية، تحديداً بداية السبعينات الميلادية، ظهرت أسماء تمثيلية متنوعة في (المسرح، الإذاعة والتلفزيون) وكان بعض من الممثلين يمرون بمراحل متدرجة تصاعدية، دون أن يكون لهم أساس علمي ودراسة فنية تساعدهم على العمل الفني بخطوات ثابتة ومتزنة، حيث يبدأ بعضاً منهم في أولى خطواته بالمسرح وفق نظرية (افتح فمك يرزقك الله) لا يحفظ النص بل يحفظ الخروج عن النص، هكذا تعلم ممن سبقوه البدايات، وبعد أن يجد نفسه مطلوب ومرغوب في الإذاعة أو التلفزيون ونجماً يشار له بالبنان، يتطور نوعاً ما ليتحول إلى مؤلف اما لمسرحية أو تمثيلية إذاعية أو مسلسل تلفزيون، وإذا حالفه التوفيق صدفه، يتحول إلى مخرج في أحد الأنواع الثلاثة من الدراما وربما كلها، ثم يواصل تألقه وإبداعاته التي ليس لها حدود ليتحول إلى منتج يمارس مراحل تطوره دفعة واحدة، يؤلف سيرته الذاتية في مسلسل من بطولته وإخراجه، فضلاً عن ذلك الإنتاج مع التدخل في كل صغيرة وكبيرة، ثم يواصل هذا الممثل المؤلف المخرج المنتج الفذ مسيرته الإبداعية بحثاً بما لديه من مال عن الشهرة إعلامياً وجوائز المهرجانات والأرقام التي تشير إلى أنه (الأول) ممثل أو مؤلف أو مخرج، أو أول أي شيء، وبقدر ما يكون له المال خادم مطيع يكون له المال سيد فاسد، فتنتهي حكايته الفنية التي خاضها ثلاثة أو أربعة عقود إلى الإفلاس الفني والمادي معاً، أما جيل اليوم من الممثلين فهو مختلف عن جيل الممثل (بتاع كله) فلديهم المهارة والموهبة وكثير منهم تعلم قواعد التمثيل وعملوا على صقل مهارتهم، من خلال التحاق بعضهم بأكاديميات الفنون، وبعضهم التحق بدورات في التمثيل، والبعض الآخر التحق بفريق مسرحي للحصول على الخبرة اللازمة في فن التمثيل، صحيح أن الجيل الحالي من الممثلين حلمهم اليوم بأن يصبحوا ممثلين لامعين، لكنهم يدركون بأن هذه المسألة تتطلب كثيراً من الوقت والصبر والتفاني في العمل، وللذين لا يجدون القدرة على الالتحاق بمعاهد أو أكاديميات ولا يجدون دورات أو فرق مسرحية تعطيهم التجارب وعندهم الثقة في موهبتهم التمثيلية، أقول لهم: عليهم البحث عن ممثل أو مخرج ذي خبرة سابقة ليرشدهم ويضع أقدامهم على الطريق الصحيح، على الممثل البحث عن هذا الخبير المخضرم ليتبناه فنياً ويساعده في الحصول على الأعمال الفنية التي تصقل موهبته، وألا يقلد بعضاً من جيل (زمن الطيبين) الذين جعلوا من أنفسهم وكواحداً منهم نصاً مستقلاً بذاته، وقد سألت أحدهم لماذا؟ قال: يا عزيزي كلنا نصوص!
** **
- مشعل الرشيد