أ.د.عثمان بن صالح العامر
في يوم السبت الماضي الثاني من شهر شعبان عام 1443هـ الموافق 5 مارس 2022م صرح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية، بأنه بناءً على متابعة الوضع الوبائي لجائحة فيروس كورونا وما رفعته الجهات الصحية المختصة ولما تم تحقيقه من مكتسبات في مكافحة الجائحة بفضل الله ثم الدعم غير المحدود من قبل القيادة الرشيدة، وتضافر الجهود الوطنية الفعالة من كافة الجهات، والتقدم - ولله الحمد - في برنامج اللقاحات الوطني وارتفاع نسب التحصين والمناعة ضد الفيروس في المجتمع. فقد تقرر رفع الإجراءات الاحترازية والوقائية المتعلقة بمكافحة جائحة كورونا اعتباراً من تاريخه.
يوم مفصلي في تاريخ هذا الوباء، إذ لا شك أن فيروس كوفيد19 وما تولد عنه بلاء ظاهر ومصيبة بينة، عانينا منها جميعا، بل إن العالم بأسره اكتوى بنارها ومسه لهيبها، فقدنا جراءه أعزاء، ورحل عن دنيانا بسببه أحباء، ورغم ذلك فإن في رحم الشر خير، إذ لهذه الجائحة العالمية منافع ومكتسبات محلية حقها المحافظة عليها والعمل بها حتى بعد انجلاء الغمة وذهب الداء، ولعل من أهم هذه المكتسبات الحاضرة في ذهني لحظة كتابة المقال:
- إدراك حقيقة قدرة الله وإرادته ومشيئته، فالأمر كله له، والكون بأسره تحت قويميته، ونحن في ملكوته الذي هو خالقه ومالكه وما زال بيده.
- ترسخ طاعة ولي الأمر وتعززها والانقياد التام لما يصدر من أوامر وتحذيرات من الجهات ذات الاختصاص، وعدم الالتفات إلى الأراجيف والتخرصات، مما يعكس الثقة المطلقة بحكمة وحنكة قيادتنا المباركة، وحرصها الشديد على المواطن والمقيم على أرض بلادنا الطاهرة.
- معرفة ملمح من ملامح يسر الإسلام ورحمته بعباده، وعدم الحاق المشقة بهم والتخفيف عليهم حال الضرورة التي يقدرها علماء الشريعة بقدرها.
- تقييم إمكاناتنا الطبية وممتلكاتنا الصحية بشرية كانت أو مادية، مقارنة بغيرنا.
- التوثق من إعزاز الإنسان وتكريمه في هذه البلاد (ديانة وإنسانية وعروبة ووطنية)، مقارنة بدول عظمى تردد ليل نهار وترفع شعار (حقوق الإنسان) وحين كان البلاء غابت الحقوق وسكت الضمير ولم يجد الكثير المال الذي به يحصلون على اللقاح، في الوقت الذي يعطى في بلاد مجاناً للجميع دون أدني تفريق بين المواطن والمقيم والزائر، بل حتى المخالف لنظام الإقامات.
- البقاء في البيت أطول فترة ممكنة، وما ترتب على ذلك من قرب للأولاد وتعرف على شخصياتهم عن كثب ومتابعة لأحوالهم أولاً بأول طوال فترة الكورونا.
- التوظيف الأمثل للتقنية والاستفادة منها رسمياً وعلى المستوى الشخصي كذلك.
- جعل مناسبات الأفراح عائلية وخفض تكاليف الزواج.
- الاكتفاء بالسلام من بعيد وعدم التقبيل إلا في أضيق الحدود.
- الاعتناء بالصحة والحرص على الوقاية قبل الدخول في مرحلة العلاج، واكتساب ثقافة جديدة في التعاطي مع الفيروسات المعدية، والحمد لله أولاً وآخراً على زوال الغمة ورفع البلاء، وإلى لقاء والسلام