علي الصحن
لماذا بقي الهلال حاضراً بطلاً على مر الزمان؟
ولماذا يتغير المنافسون والمنافسات ويستمر الهلال في القمة؟
لماذا يحقق الهلال بطولة ولا يستريح حتى يتبعها بأخرى؟ ويحقق رقماً فلا يهدأ له بال حت يكسره بنفسه؟
لماذا تتغير الإدارات والإداريون والمدربون واللاعبون ولا تتغير قيمة الهلال ولا قدراته؟
دعك هنا من مقولة اللجان والمجاملات، فتلك حيلة من لا حيلة له، ومبرر من عجز أن يكون صنواً للهلال في كل شيء، فاللجان قد تساعد أي فريق، قد تصب قراراتها في مصلحة آخر يوماً ما، لكنها لن تكون كذلك طوال الزمان وفي كل المنافسات وعلى الأصعدة كافة؟ ولا أدل من ذلك أن بعض من يقلل من الهلال ساعة الإنجاز الأزرق، هو من ينحاز إلى المنطق حينما يتحدث عن حال فريقه، لدرجة أن يحمل في كفيه النقيضين، فيقول مرة: لماذا تجاملون الهلال، وفي الأخرى يطالب إدارة ناديه بأن تقلد الهلال، وتسير كما يسير الهلال في تعاقداته وقراراته واستثماراته.
نعود إلى الأسئلة في بداية المقال، ولا إجابة عنها أدق من (مدرج الهلال)؛ فالحقيقة الساطعة كشمس ظهيرة في أغسطس، أن مدرج الهلال طوال السنوات السابقة وهو أحد أسرار إنجازاته وبطولاته وكل ما تحقق له.
فالمدرج الهلال لا يمكن أن تمرر عليه أسطوانة التحكيم وحكاية اللجان حينما يخسر فريقه، فهو وإن أدرك بخس حقوقه، لا يكف عن المطالبة بتصحيح الوضع والتدخل لإطفاء أسباب الخسارة، دون النظر إلى أي أسباب أخرى، وقد حدث ذلك في مناسبات عدة كان مبرر التحكيم فيها كافياً وواضحاً ولا يقبل الشك، ومع ذلك فإنه لم يصرف المدرج عن مطالبه بالتصحيح.
وفي القريب كان للمدرج الهلالي كلمته في تصحيح وضع فريق الذي ظهر بشكل مترهل لا يتناسب ومكانة الفريق الكبير، فمنذ وقت مبكر وهو يطالب بإعفاء ممرن الفريق هارليم، الذي بان أنه ليس المدرب المناسب لكبير آسيا، ولولا مواهب وخبرات لاعبي الفريق لضاع كل شيء، في وقت كانت في بعض الأصوات ومن ضمنها أصوات قريبة من النادي ودوائر صناعة القرار فيه تؤكد أن المدرب لم يأخذ وقته، ولم يُظهر بعد أسلوبه، وأن الوقت كفيل بتحقيق التميز المطلوب منه، وأن الخفوت ربما يكون بسبب اللاعبين ومللهم وتشيعهم وإرهاقهم... الخ من الأعذار التي لا يمكن قبولها في فريق محترف يضم نخبة من النجوم الدوليين.
في النهاية سمعت الإدارة لصوت المدرج واتخذت القرار المتأخر (جداً) وأعفت المدرب وأعادت رامون دياز فعاد الهلال الذي يعرفه الجميع، ودبت الروح في شرايينه وتغير حال لاعبيه، وصار يحقق الفوز تلو الآخر، وبان أثر الحالي، بعد أن تأثر الفريق وتعثر مع مدربه السابق، وهذا يؤكد أن عشاق الفريق (ناس تفهم كورة) كما يقول البعض.
هنا لا نبخس حق إدارة النادي، لكن الحقيقة تجعلنا أيضاً نشيد بجمهور الهلال الذي لم تغيره الأيام، ولم تزده البطولات المتتالية إلا شغفاً وحباً لفريقه، والذي مهما اختلف مع الإدارة أو اختلف بعضه مع آخر في الرأي، إلا أن الغلبة في النهاية ستكون لمصلحة الهلال، وما يزيد من حضوره في كل محفل.
ما يقدمه المدرج الهلالي أمور لا تباع ولا تشترى، بل هي ثقافة هلالية تأصلت عبر الأيام وصارت مضرب المثل، حتى وإن حاول البعض أن يقلل منها، أو يشكك بها، ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح.