م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1- القدوة أو المثال أو النموذج.. هي حالة مطلوبة إنسانياً لتنظيم وتوجيه الحراك المجتمعي.. فالاقتداء غريزة فردية عالية التأثير في مسار حياة الفرد.. وهذه الغريزة يمكن إشباعها كما يمكن تجويعها.. حيث جبلت الطبيعة البشرية على التأثر بالأسوة والقدوة أكثر من التأثر بما يسمعون أو يقرؤون.
2- أن تكون قدوة فتلك قدرة ومَلَكَة إنسانية فذة.. وكلما اتسع نطاق تأثير القدوة زادت نجوميته وسطوعه وعَظُم أثره.. فهذا يعني أن جموعاً كبيرة تتأسى بأفعاله وأقواله ومظهره وتوجهات اهتماماته.. من هنا تبرز الأهمية القصوى للقدوات.. وأهمية وجودهم بشكل كاف في كل مجتمع.
3- يتصاحب الاقتداء بالإعجاب.. ولا يشترط للمقتدي أن يكون على اتصال بالقدوة.. بل يكفي أن يكون ذلك من خلال الجو العام المحيط بالمقتدي حتى يتأثر وبدرجة تتفاوت بين شخص وآخر تبدأ بالإعجاب والقبول والامتثال بالقدوة.. وقد يصل التأسي إلى حالة إيذاء النفس أو إتلافها في سبيل ذلك القدوة.
4- الاقتداء قد يعني التأسي بأفعال وأقوال القدوة.. وهذا يكون نابعاً عن قناعة داخلية دون ضغوط مجتمعية أو سياسية أو اقتصادية.. كما أن الاقتداء قد يعني استلاب الإرادة وإلغاء حق الاختيار تحت تأثير ضغوط نفسية أو مجتمعية أو اقتصادية.
5- الإعلام صنع قدوات في المجالات الإعلامية كافة من سياسة وثقافة ورياضة وفن.. وما كان الإعلام ليصنعهم لو لم يكونوا بذاتهم مبدعين ونجوماً.. ومن خلال هذه النجومية يتم توجيه الرأي العام في آرائه وتوجهاته وأفكاره بل ومسار حياته.
6- يقول (ستيفن كوفي): «إذا أردت أن تغير ببطء وتدرج فيمكنك أن تعمل على السلوك والتوجه.. لكن إذا أردت قفزات عالية وواسعة وسريعة في التغير فعليك أن تغير في القناعات، وأكثر ما يؤثر في القناعات هم القدوات».
7- إن أعظم اكتشاف لهذا الجيل هو أن الجنس البشري يمكنه تغيير حياته من خلال تغيير تفكيره، كما يقول «ألبرت شوتزر».. فالمنح الإنسانية مثل وعي الذات والخيال والإرادة المستقلة متوافرة للكل، وتكمن في الفراغ الموجود بين العنصر المثير والاستجابة.. وهذه مفتاحها حرية الاختيار.. والقدوات هم النموذج المختار دائماً.
8- فطر الله الإنسان على الاقتداء.. فهو جزء من عملية نمو الفرد وتطوره وتوجيهه.. وهو من وسائل التربية على مستوى المنزل والمجتمع بعمومه.. فبالاقتداء تنتشر الفضائل أو تشيع الرذائل.. وبالقدوات الحسنة يمكن أن تُبْنى المجتمعات المثالية.. فالقدوات الصالحة هم الذين يقدمون المثال الحي على الالتزام بالقيم الأخلاقية والإنسانية والعملية.. ويرفعون من مكانة الطموح والرقي والتمدن والتقدم والإنتاج.. كما أن القدوات هم الذين يضعون المعيار لقياس السلوكيات والأفعال.. فهم النموذج الذي يبث العزة في النفوس ويعلون الكرامة في الشخصية.