سمر المقرن
هذا العام، يأتي الاحتفال بيوم المرأة الدولي والذي يُحتفل به سنويًا في 8 مارس منذ أكثر من قرن رمزاً للكفاح النسائي والمطالبة بحقوقهن، بالتزامن مع قراءتي منذ أيام إعلاناً عن بدء قبول طلبات الحاجة لـ30 وظيفة سائقة قطار في المملكة، تقدم لها 28 ألف متقدمة، مما يؤكد رغبة بنات الوطن وسعيهن، وتأكيد مقدرتهن على النجاح في وظائف كانت حكراً على الرجال. وبالتزامن أيضا مع تذكري لما صرحت به الباحثة الفرنسية، كارولين كاربنتييه، نصاً بعد زيارتها للرياض: أن الزمن تغير، وبدأت النساء في السعودية يسهمن بشكل كبير جداً في المجتمع. واعلق على ما قالته إن الزمن لم يتغير، وإنما حصلت المرأة السعودية على مكاسب تاريخية منذ تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مقاليد الحكم، وولي عهده «صانع الغد» سمو الأمير محمد بن سلمان فأعيد للمرأة اعتبارها ونالت حقوقها.
وتحت ظل قيادتنا الحكيمة الآن، تواصلت رحلة تنفس المرأة وتمكينها، وشراكتها المتكاملة في التنمية، دون تمييز عن الرجل، وعندما أتيحت الفرصة للمرأة أثبتت جدارتها في كل المجالات، بل صارت مطلوبة للعمل في أغلب القطاعات لأنها في كثير من الأحيان الأكثر جدية وإنتاجية. وقد أكدت الإحصائيات مؤخرًا تضاعف مشاركة الإناث في القوى العاملة في السنوات الخمس الأخيرة لتصل لـ33 في المائة، وفق خطة تمكين المرأة في رؤية 2030، وإتاحة فرص العمل لها في جميع المجالات، وخاصة التي كانت محرمة عليها مطلقاً، فدخلت مجالات الرياضة والهندسة والإدارة والمناصب الاستشارية، والقيادية وازداد عدد العاملات في القطاع الخاص من 56 ألفًا عام 2010 إلى ما يزيد على 953 ألفاً عام 2021 المنصرم، وتم تعيين 13 امرأة في المجلس الجديد لحقوق الإنسان وإنشاء إدارة نسائية جديدة في وزارة العدل، وترخيصها لـ57 امرأة للقيام بخدمات التوثيق.
ووصل عدد عضوات التدريس في الجامعات السعودية إلى 33 ألفًا بنسبة 44 في المائة من إجمالي أعضاء هيئة التدريس، بالإضافة إلى المكاسب السابقة كالمشاركة في الانتخابات البلدية، وقيادة السيارات، والتعديلات على أنظمة وثائق السفر والأحوال المدنية واستخراج جواز السفر ومغادرة البلاد دون موافقة ولي الأمر، والتعديلات في قانون الأسرة، وإقرار قانون مكافحة التحرش، وغيرها من المكاسب التاريخية التي جعلتنا نحتفل بيوم المرأة العالمي بحق، فكل التحية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد محمد بن سلمان حفظهما الله.