فهد المطيويع
يبدو أن أربعة مرسول بارك أيقظت العقل والضمير، بعد أن كان أكثر النصراويين يسيرون في طريق المجهول هم وفريقهم، الذي استساغ تبريرات التحكيم واللجان والمؤامرات التي تحاك في الغرف المظلمة، بعد الأربعة لاحظنا على غير العادة توجهاً آخر وتعاطياً مختلفاً مع الهزيمة على جميع الأصعدة، وهذا في الواقع تحول غريب رغم قسوة الهزيمة وتوقيتها وأيضاً مكانها، السؤال هل وصلت الجماهير النصراوية إلى قناعة أن التسويف الذي يسوقه البعض من إعلام النصر لم يعد مقنعًا ولا (يؤكل عيش) في عالم البطولات والمنافسة، أو أن القضية لا تعدو كونها انحناء تكتيكياً لتمر عاصفة أربعة الهلال، هذا التحول من المنظور الهلالي يعد تحولا خطيرا في بيئة العمل النصراوية ومؤشراً على أن العقل والمنطق بدآ يأخذان وضعهما داخل الأروقة النصراوية مما يعني أن العمل المنظم والتخطيط سيحلان محل الفوضى والارتجالية المعهودة في هذا النادي وهذا ما لا يحبذه المنافسون لأنهم منذ سنوات يستمتعون بما يسمعون ويشاهدون من أعذار وتبريرات وتصريحات قبل وبعد كل مباراة والتي غالبا ما يتخللها كثير من الكوميديا سواء من اللاعبين أو الإداريين أو الإعلاميين النصراويين، شخصيًا اعتبر هذا التغيير استراحة محارب بعد أن ضاع كل شيء هذا الموسم بداية من مشروع التكويش وامتداداً للآسيوية وكأس الملك والدوري ولعلمي أن الاحتجاج والتذمر سمتان من سماتهم وأي خروج عن هذا المسار يعد تعدياً كبيراً على هذا الموروث المتجذر في أعماق التاريخ وخلاف ذلك يثير الشك حول انتمائهم ونصراويتهم، على أي حال أربعة كادت أن تكون أكثر من ذلك ولكن وصل اللاعبون إلى قناعة أن الضرب في الميت حرام، دعونا من هزيمة النصر الثالثة هذا الموسم ودعونا نتحدث كيف تحول الهلال ذلك الفريق المعقد الكئيب مع جاروليم إلى بعبع مرعب لبقية الأندية مع دياز الساحر، الأسماء هي الأسماء والأجانب هم نفس الأجانب والذي تغير فقط هو رحيل المفلس الذي أخفى لاعبي الهلال وأضاع جهودهم وأوصلهم للقاع فنيًا رغم ما يملكونه من إمكانات وهذا هو الفرق بين مدرب يؤمن بإمكانات لاعبيه ويوظفها بالشكل الصحيح وآخر يقوم بغباء بإعادة اختراع العجلة، عموماً أن تصل متأخرًا خير من ألا تصل وإن كان الوصول هذه المرة متأخراً جدًا أضاع الدوري الذي كان بين يدي الهلال، على أي حال مباراة اليوم أمام الاتحاد ليست أكثر من ثلاث نقاط قد تغير مسار الدوري في الاتجاهالآخر إذا استمر الهلال في الإبداع وحصد النقاط، بالتوفيق للاتحاد والهلال أمام عميد الأندية الذي حافظ على مكتسباته بالروح والعطاء والجماعية.