عبدالعزيز بن سعود المتعب
يستاء البعض مما يعتري ويتخلّل بعض أحوال ساحة الشعر الشعبي - على تنوّعها- من تقديم من لا يستحق احتكاماً إلى ما في جعبته من شعر على حساب من يستحق سواء في بعض الأمسيات الشعرية أو غيرها، ومن يتصدرون المشهد في كل ما له صلة بالشعر الشعبي رغم تدني مستوى شعرهم وثقافتهم.. ومن يشترون قصائد موزونة ويلقونها مكسورة..! ليفضحوا أنفسهم شاءوا أم أبوا، ومن يسند لهم تقديم برامج متخصصة في الشعر الشعبي رغم محدودية إلمامهم بكل ما له صلة بالتراث والموروث والأدب الشعبي ممن لم تتبلور تجربتهم تماماً، إلى ما سوى ذلك من مهازل مؤسفة، وما ذكرته على سبيل المثال لا الحصر مما يدور بين الناس ويُرصد هنا بشفافية تتطلبها المهنية استناداً إلى بعض رسائل ننقل فحواها بحياد موضوعي بعيداً عن الشخصنة والتشهير، ومع تقديري لحماس البعض وغيرتهم على الشعر إلا أنني في المقابل أرى - دون أن أصادر قناعات الآخرين - أن التوجس المبالغ فيه أمر غير مجدي إن لم يكن بالغ السلبية ولا يحبذه من يفعّل المنطق بدقة في كل مناحي الحياة فالأمر في مجمله -قضية شعر وليس قضية أشخاص- ولسان حال المستقبل حيال هذا الأمر رسالة مختصرة نصها للشاعر يوم ما ستكون جودة شعرك من خلال القصيدة التي تقدم نفسك من خلالها شاهد موثّق أمام الذائقة الرفيعة (إما لك أو عليك) ولن يتبقى من الواسطات والإمكانات المادية «والإكسسوارات الاجتماعية» التي شئت أن يكون الشعر شيئاً من - برستيجها- لك إلا وهم لا يلبث أن يزول ويتلاشى قبل أن يرتقي حتى لدرجة حلم عابر.. لذا يجب أن يكون تركيزك على قصيدتك التي من خلالها فقط (إما أن تكون أو لا تكون)، فالوزن والقافية والمعنى والمفردة والتداعيات والأخيلة والرموز والصور في قصيدتك هي التي ستبقى إن استطعت أن تصل من خلالها لا ما سواها من (الترزّز) في سناب ويوتيوب وتويتر وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي.
- وقفة للشاعر الرقيق سليمان بن حاذور - رحمه الله:
فكّرت والمكتوب مافيه حيله
ليت الليالي علمتني بالأقدار
عوّدت نفسي للعلوم الجميله
وانا على جور المحبين صبّار
حالي قضت ما باقي إلاّ قليله
وانا اترجّى منك يازين الاخبار
يا ليت مرسولك يجي كل ليله
واقول خبّرني عن الزين وش صار؟
امّا عنالي صعبةٍ جيّتي له
وراعي الغلا ما ينفعه كثر الأعذار
يا زين روحي من فراقك هزيله
مالي بغيرك شبهرت فيه الانظار
انت الحبيب وعشرتي لك طويله
بيني وبينك خافي العلم وأسرار