محمد بن علي الطريّف:
برنامج «صنوان» عبر القناة السعودية يوثّق قصص النخب الثقافية السعودية المبدعة من الشعراء والإعلاميين والأدباء يقدّمه الإعلامي المتمرِّس الأستاذ جابر القرني صاحب الحضور التراكمي الناجح في كل ما له صلة بالحراك الثقافي على تنوعه منذ عقود وتحديداً فيما يخص الأدب الشعبي عبر نجاحاته المتلاحقة في البرامج التلفزيونية المتخصصة ومحطات حضوره في الصحافة مروراً بألقه المعهود في مهرجان الجنادرية لسنين عديدة، وفي لقائه بضيف برنامجه الدكتور عبدالله المعيقل - المهتم بالأدب الشعبي- رصد أكثر من جزئية مثيرة في أصدائها الواسعة لدى المتابعين وتفاعلهم معها تماهياً مع مقولة - الرصد أول خطوات العلاج- حيث قال الدكتور عبدالله المعيقل عن بعض الدكاترة الأكاديميين المتخصصين ما نصه: (يحاربون الشعر الشعبي في الجامعات رغم أنهم يحفظونه عن ظهر قلب ويرددونه في مجالسهم!). وبهذا فإن المستضيف (أبو معتز) بفطنته وحسه الصحفي العالي يعيد الوهج للحراك الثقافي الأدبي وتحديداً فيما يخص الشعر الشعبي ويعيد للواجهة قضية طال أمد الجدل حولها دارت بين أسماء طليعيه من كبار المفكرين والأدباء البعض كان منهم مع والآخر ضد الشعر الشعبي منهم على سبيل المثال لا الحصر الشيخ عبدالله بن خميس وعبدالله بن إدريس والدكتور عبدالله الضبيب والفريق يحيى المعلمي وغيرهم ومما قاله الشيخ عبدالله بن خميس في هذا الشأن ونشرته الصحافة ووثقه في كتابه (من جهاد قلم في النقد) الجزء الأول الذي أصدره عام 1402هـ قوله رحمه الله (هل تصورت أنه لولا ما حفظه هذا الأدب الشعبي على هذه البلاد طيلة سبعة قرون مضت ساد فيها الجهل واستبدت بها الأمية.. وانقطعت انقطاعاً كلياً عن سواها.. لولا هذا الأدب لضاع تاريخ وانطمست معالم واختلطت انساب وفقدت الأمة ما يربطها بماضيها ويصلها بذويها).