د.ولاء صالح اللهيبي الحربي
مع إشراقة شمس الصباح نحاول أن نبعث الأمل في أنفس من يحيطون بنا ونصنع لهم يوماً جميلًا مفعماً بالحيوية والتفاؤل، لأن هذا العطاء ينعكس علينا ويمنحنا الشعور بالرضا وجعل أبنائنا يسيرون مطمئنين واثقين بتحقيق النجاح.
يعكر صفو هذه الحالة الصباحية ما نواجهه من اختناقات مرورية في شوارع مدننا التي زادت بشكل غير مسبوق وخصوصاً بعد العودة الحضورية لجميع مراحل المدارس.
لقد ذكرت في مقالتي السابقة بعنوان (العودة للحياة الطبيعة) بأننا سوف نواجه ازدحاماً غير مسبوق بعد إعلان العودة للحياة الطبيعية، وها نحن كل صباح نحمل هموم الزحام والاختناقات التي أصبحت لا تطاق وسيستمر ذلك حتى يصبح روتينياً سنعتاد عليه شئنا أم أبينا وسنشاهد في أسابيع الاختبارات القادمة اتساعاً واضحاً لهذه الاختناقات.
لا شك بأن الاستعدادات لمثل هذه الأحداث قد تم التخطيط لها ودراستها من الجهات ذات العلاقة في تنظيم السير للخروج بنتائج مرضية تسهل على الطلاب والموظفين الوصول إلى وجهتهم بكل يسر وسلاسة, ما يهمني هو طريقة التعاطي مع حالات التأخير وخصوصاً الطلبة الذين استولى عليهم توتر الامتحانات في هذه الفترة، فعلي جميع لجان الاختبارات التعاطي بمهنية والأخذ في الاعتبار لمثل هذه الاختناقات.
من جانب آخر فإنه عندما تتوجه إلى مقر عملك مبكراً وتصل في الموعد فهذا واجب لا تُكافأ عليه، ولكن عند التأخير عن الموعد ولو بدقائق فأنت مقصر ومهمل وغير منظم، وقد تكون أنت النموذج السيئ ومثالاً للتهاون.
لا أحد يود أن يكون بهذه الصورة من المنتسبين للقطاع الحكومي أو الأهلي ولا حتى طلاب المدارس والجامعات، فالكل حريص على أن يصل في الموعد.
هذا الحرص يجعل قائد المركبة يدخل في منافسة مع من يشاركه الوجهة وكأنه في سباق لا تزيد سرعته عن (20) كلم في الساعة ويشحن أجواء الشوارع بالأنانية، وقد تلاحظ في ملامح مرتادي الطريق المختنق التوتر والشحوب وأحياناً فقد الأعصاب وأمور أخرى، كل ذلك من أجل أن يكون حاضراً في الموعد وغائباً عن الوعي بتصرفاته منذ أن غادر منزله.
هناك بعض الجهات اعتمدت نظام الدوام المرن الذي يتيح للعاملين التأخير بدقائق معدودة على أن يتم تعويضها نهاية الفترة، وهذا الأمر مريح جداً وخصوصاً مع هذه الاختناقات الشديدة داخل المدن أتمنى أن يعتمد هذا النظام لدى لجان الاختبار ويبلغ فيه أولياء الأمور والطلاب.
عندما يغادر الموظف منزله متجهاً إلى مقر عمله فهو يعتبر على رأس العمل وهذا حق مكفول له بقوة النظام، ولكن هذه المادة لا تطبق إلا عندما يتوفى الموظف وهو في طريقة إلى مقر العمل، وكما قيل باللهجة المصرية (الحي أبقى من الميت)، فيغادر الملايين من الموظفين والطلاب منازلهم كل إلى وجهته نسأل الله أن يحمي كل مرتادي الطريق ويصلون سالمين غانمين ولكن اللوم لا يقع إلا على المتأخرين.
لقد تطور استخدام الذكاء الاصطناعي وتم الاستفادة منه في أغلب القطاعات الخدمية بهدف تجويد حياة الإنسان، وليس من المنصف أن تكون هذه التطبيقات فقط لضمان حقوق الجهات وتقييد العاملين دون النظر في الجوانب الإنسانية والاجتماعية.
لماذا لا تستخدم هذه الجهات تقنية الموقع المباشر لمنسوبيها فتتم مشاركة الموقع بعد الخروج من المنزل واعتباره على رأس العمل منذ بداية المشاركة ووضع ضوابط تضمن حقوق الطرفين.
قد يكون لذلك إثر في تخفيف الضغوطات والتوتر على غالبية المتوجهين إلى أعمالهم صباحاً، وقد يستفاد من بيانات المسارات في التخطيط لتنظيم وتسهيل حركة السير.