فدوى بنت سعد البواردي
هذه هي زيارتي الثانية لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» الذي تملكه أرامكو السعودية، وهو مبادرة تُسهم في إثراء الثقافة على مستوى المملكة من خلال الكثير من البرامج والمبادرات التي تُقدم تجارب تجمع ما بين الثقافة والابتكار والمعرفة على مستوى محلي وعالمي.
وتُعد «إثراء» إحدى الصروح الثقافية العالمية التي تم إنشاؤها في المملكة، وتم إطلاقها في عام 2018م.
وخلال جولتي، تعرفت على برنامج «الحلول الإبداعية» وهو برنامج ابتكار سنوي، يُقام كل عام بشكل وسِمة جديدة ومتنوعة في المجالات المختلفة مثل مجالات التقنية والعلوم والفنون وغيرها.
ومن أجل دعم وتشجيع المشاركين من المبتكرين في برنامج الحلول الإبداعية، تم إنشاء مختبر الأفكار والذي يتبنى التفكير في التصميم، والمشاركة في الابتكار، وتطوير الأفكار الإبداعية وتحويلها من قِبل مستشارين وخبراء ومدربين لهؤلاء المشتركين إلى نماذج فعلية على أرض الواقع.
وقد شاهدت بعضاً من تلك الأفكار المميزة، والتي فازت في عام 2021م، وتم تطويرها مثل «غرفة توقع المطر» الإبداعية والتي أرادت بها صاحبة الفكرة إضافة الشاشات الرقمية التي تظهر تغير الطبيعة بما فيه مزج صوت الطبيعة مع رائحة المطر من خلال تقنيات خاصة داخل الغرفة.
كما شاهدت تطوير وتنفيذ العديد من الأفكار الأخرى والتي تعتمد على العالم الافتراضي والواقع المعزز والممتد، مثل مشروع «فن القط في الواقع الممتد» عبر التصاميم التفاعلية والأصوات والصور المتحركة لاستكشاف فن القط العسيري وأنماطه وتطور استعمالاته عبر التاريخ في بيوت أهالي منطقة عسير، ومشروع «ومضة» الذي يتناول رحلة بحث عبر الزمن لأجمل مناطق المملكة وصولاً إلى عام 2030م، ومشروع «قصة العلم» الذي يغطي تطور مفهوم البشرية للكون، من الأساطير القديمة إلى المفاهيم الحديثة للجاذبية، وكذلك مشروع «راية» وهو تطبيق يعمل على ترتيب رحلات تعليمية للأفراد والمؤسسات مثل المتاحف وغيرها.
والهدف من برنامج الحلول الإبداعية هو دعم تطوير محتوى إبداعي مبتكر داخل المملكة، وتقديم تجارب وحلول قابلة للتسويق عبر تطوير الأفكار وتحويلها إلى نماذج تسويقية، وتوفير بيئة تدعم نمو الاقتصاد الإبداعي، وكذلك تطوير المهارات الاحترافية في المملكة لزيادة حصة السوق السعودي من تلك التقنيات، بالإضافة إلى تعزيز مشاركة المعرفة.
أما «مختبر الأفكار» في إثراء، فهو يضم الأدوات المعرفية لبناء المواد والأدوات اللازمة لتلك الأفكار، من أجل إكمال مراحل التصميم والإنتاج، وتطوير المشروعات والمنتجات القابلة للتسويق، وكذلك تقديم دورات تدريبية وتعليمية ملهمة للمبتكرين. ويحتوي المختبر على تقنيات مختلفة مثل الواقع الافتراضي، والواقع الممتد، والواقع المعزز، والصوت الغامر والكثير من أدوات التكنولوجيا الحديثة لدعم الأفكار وتنفيذها.
ويحتوى مختبر الأفكار أيضاً على معرض يتضمن التصاميم واللقاءات والمحاضرات الشهرية وورش العمل التي تبرز التصميم والإبداع والابتكار.
ويحتوي مختبر الأفكار كذلك على مصنع ومعمل يتضمنان مكتبة مواد المختبر وفيها ما يقارب 1600 عينة لمواد مختارة بدقة، كما يقدم المختبر مساحة لتطوير النماذج الأولية، من خلال «مجتمعات» للمبتكرين والخبراء تتضمن مجتمعات الطباعة ثلاثية الأبعاد، وممكنات البلاستيك، والرايزوغراف، والمعماريين، والمصممين، وغيرها.
ويوجد أيضاً ملتقى الأفكار وهو المساحة المخصصة للجميع، من خلال تلك المجتمعات، لإقامة ورش العمل وجلسات العصف الذهني لمشاركة الأفكار الإبداعية وبناء مساحات لتبادل المعرفة والخبرة والمهارات، لتحقيق الاستمرارية والاستدامة في التطور الإبداعي بالمملكة.
** **
- خبيرة تقنية وتخطيط استراتيجي