عبد العزيز البراك
كانت الحياة الاجتماعية فيما مضى بسيطة وتعنى بالحياة الصحية العامة حيث كانت القرى ذات البيوت الطينية متلاصقة ويحيط بها أسوار من الجهات الأربع ولها أبواب للدخول والخروج من ثلاث جهات وواحد من تلك الأبواب يكون كبيرًا لدخول الإبل بأحمالها إلى سوق البلدة وكانت المساجد عندما يتم بناؤها يلحق بها مكان للوضوء والاستحمام عبارة عن غرفة 3م في 4م وبها مدي عبارة عن حجر منحوت على شكل وعاء طويل ويوضع به الماء الذي يستخرج من البئر الملحقة بالمسقاة وفي جزء منها زاوية لا يتجاوز أطوالها 60س في 90 سم وبها حجر منحوت على شكل قدر يوضع به ماء من الدلو مرتفع بحيث يكون فوق قامة الرجل ثم يوضع فيه الماء ويفتح من فتحة صغيرة تنساب منه المياه على رأس الرجل وجسمه ويستحم بسرعة أما المدي فهو للوضوء للرجال فقط متقابلين والمياه التي تتساقط من الوضوء تتسرب متجهة إلى مساحة من الأرض لا يتجاوز طولها في 10م في 10م تسمى البستان ويغرس فيها من نخلتين الى 5 نخلات وتأجر لأحد الأشخاص بشرط العناية بالبئر والدلو والرشاء وصيانة المسقاة وبهذا يستفاد من المياه الناتجة عن الوضوء وغيره في زراعة مفيدة للمجتمع مجنباً الجميع من تسرب المياه للطريق مما يسبب الأذى للمارة وهذا العمل فيه أكثر من منفعة الأولى تعود للمؤجر الذي أنشأها والثانية للمستأجر الذي سيقوم بغرس البستان والماء مجاني من بقايا الوضوء والمستفيد الثالث هو المجتمع حيث ستكون الشوارع نقية من بقايا المياه وعدم انتشار الأوبئة من جراء بقاء الماء في الطريق، ومن خلال الوثيقة المرفقة نعرف كيف كان يفكر هؤلاء الرجال للحفاظ على بلدانهم من الأوبئة. وتاريخ الوثيقة المرفقة 1312هـ.