سعد بن دخيل الدخيل
نشرت صحيفة أم القرى يوم الخميس 1 يناير 1971م الموافق 3 ذو القعدة 1390 في عددها رقم 2353 مقالاً بعنوان: «الفاينانشيال تايمز تتحدث عن التطور والمنجزات في المملكة» وقد نشرت الفاينانشيال تايم تحقيقاً من ثماني صفحات حول المملكة العربية السعودية وجاء فيه أن المملكة حققت معدلات نمو مذهلة وتطورات ومنجزات عظيمة خلال الاثني عشر عاماً الماضية منذ استعادة جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود للرياض، وبعد سنوات من التفكك في شبه الجزيرة العربية بدأ جلالة المغفور له تدريجياً في توحيد البلاد وكان حبه الكبير للشعب متبادلاً فالتفوا حوله وحملوه من نصر إلى نصر وحلت وحدة الهدف محل التفكك وحل الهدوء محل الخوف وحل الاستقرار محل الارتباك وحلت المعرفة محل الجهل، وأضافت الصحيفة أنه في البداية كانت البلاد في حاجة إلى الأموال الضرورية لإنشاء اقتصاد تام ومزدهر وعندما اكتشف الزيت قدم رأس المال الذي كانت الحاجة تدعو له، ومضت الصحيفة تقول: «وهكذا فإن المملكة العربية السعودية بدأت قبل عشرين سنة فقط بصورة جدية نموها الاقتصادي ونهضتها التعليمية وأن الإنجازات المذهلة قد تمت خلال السنوات العشر إلى الاثني عشر الأخيرة وتضمن الملحق مقالات حول صناعة النفط والتعدين وتجارة ما وراء البحار والتعليم والزراعة والمواصلات في المملكة العربية السعودية».
واليوم أتحدث لكم في مقالي هذا عن واحد من هذه الإنجازات والمشاريع الكبرى للملك المؤسس طيب الله ثراه وأشارت لها الفاينانشيال تايم في قطاع المواصلات وتشجيع تجارة ما وراء البحار وهو مشروع سكة الحديد بين الدمام والرياض والذي انطلقت فكرة إنشائها في منتصف الستينات الهجرية (الأربعينات الميلادية) وعند عرض الأمر على جلالة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - أمر جلالته بتنفيذ المشروع كاملا ليصل إلى العاصمة الرياض، ليتم فعليا البدء في تنفيذ المشروع في تاريخ 26 ذي القعدة 1366هـ (21 أكتوبر 1947م) وافتتح الخط الحديدي الأول في حفل رسمي حضره الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- والملك سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله- وحشد كبير من المسؤولين في 19 محرم عام 1371هـ الموافق 20 أكتوبر 1951م، بطول 569 كيلومتراً، وذلك بالتزامن مع إنشاء الميناء التجاري بالدمام.
إن مشروع السكة الحديدية قام بتوحيد البلاد اقتصادياً كما وحدها المؤسس سياسياً لهذا المشروع قصة وأحداث جميلة نستعرضها هنا ليعلم القارئ حجم الأساس لهذه النهضة والتقدم في المملكة العربية السعودية، وليُعلم أن المؤسس كان بعبقريته وحنكته يرسم خطوط المستقبل للوطن من خلال مشاريع تنموية تعود على الوطن والمواطن بالخيرات والعيش الرغيد، وتأكيد على أنه رحمه الله سيسير بالبلاد سيراً حثيثاً في مضمار التقدم والرفاهية، يقول الملك عبدالعزيز في إحدى خطبه في مدينة جدة: (إن هذا الوطن المقدس يوجب علينا الاجتهاد فيما يصلح أحواله وإننا جادون في هذا السبيل قدر الطاقة حتى تتم مقاصدنا في هذه الديار). ويقول رحمه الله في مناسبة أخرى: «المشورة لها أساس وهو النصح بالتزام الحق، ولها مزية ورونق، تحصل بهما الفائدة».
ورد في كتيب سكة الحديد (سكة حديد الحكومة السعودية وميناء الدمام) والذي وزّع في حفل الافتتاح الغرض من إنشاء سكة الحديد بين الرياض والدمام: «عندما تشتد الحاجة بالإنسان يهيئ الله له الأسباب وقصة السكة الحديدية إنما قصة تذليل آلة لتحقيق غاية، ففي عام 1366هـ عهد جلالة الملك إلى جماعة من الخبراء وضع تقرير عن المواصلات في شرقي المملكة العربية السعودية فتوصل الخبراء إلى النتائج التالية: «هناك حاجة لا شك فيها إلى نظام للمواصلات من الخليج العربي إلى الرياض، فليس هناك طرق حسنة أو سكة حديدية تعمل في شرقي الملكة العربية السعودية الأمر الذي يجعل النقل على الجمال أو سيارات الشحن عظيم التكاليف». ظل جلالة الملك طيلة سنوات عديدة يراقب اتساع مدينته الرياض التاريخية وزيادة أهميتها، ورأى جلالته تقدم العمران المستمر خارج الأسوار، لاحظ الصعوبة في استحضار المواد الغذائية ومستلزمات الحياة لعاصمة ملكه وما يجاورها من المدن إذ ازدحمت الرياض بالسيارات التي تحتاج كميات كبيرة من البنزين الذي لا بد من جلبه عبر البر من الأحساء بكثير من الجهد والتكاليف» وجاء في الكتيب: «بدأت سكة حديد الحكومة السعودية تعمل بين الدمام والرياض فسجل وصول الخط إلى العاصمة نصراً عظيماً جديداً لملكنا المفدى صاحب الجلالة عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية. ما فتئ جلالته طوال حكمه المديد يجد دون كلل في سبيل رقي وحضارة بلاده وشعبه. إن إقرار النظام وتوفير الخدمات الطبية وإنشاء المدارس وإقامة شبكات للمواصلات بالراديو وتشجيع الزراعة وخلق قوة للطيران ونشر السيارات على نطاق واسع وإعداد المشاريع للطرق وإنشائها ليست هذه كلها سوى جزء يسير من الأعمال العظيمة التي قام بها صاحب الجلالة وها هو الآن يهبنا سكة حديد الحكومة السعودية، وهبنا السكة الحديدية لأن جلالته استطاع بما يمتاز به من عبقرية وبعد نظر أن يدرك منذ أمد طويل أن التقدم المتواصل يسير جنباً إلى جنب مع تطور وسائل النقل السريعة والقليلة التكاليف»، وأضاف الكتيب: «وعندما بدأ جلالته يفكر منذ سنوات خلت في مشروع السكة الحديدية قال له الكثيرون إن هذا المشروع سابق لأوانه أو غير عملي، ولكن جلالة الملك عمل برأيه ولم يكن لأولئك الذين أرادوا أن يثنوه عن عزمه أثر عليه فسار إلى الأمام يدفعه الأمل بالمستقبل بعد الثقة بالله، وكما حصل في مرات كثيرة في السابق برهالتاريخ على صحة رأي صاحب الجلالة مولانا الملك حفظه الله»، ونشرت صحيفة أم القرى يوم الجمعة 2 صفر 1371هـ الموافق 2 نوفمبر 1951م في عددها 1385 الجزء الأول من تقرير عنوانه: «معلومات مهمة عن سكة حديد الحكومة السعودية» وجاء فيه: «إن مشروع سكة حديد الحكومة السعودية مشروع عظيم من جميع النواحي فهي تبدأ من ميناء الدمام على الخليج العربي وتسير مسافة 556كم عبر جزء شاسع من النصف الشرقي لبلادنا إنها تسير من الدمام إلى حقول الزيت في الجنوب والغرب ثم تمتد إلى مدينة الهفوف التي تعد أكثر مدننا ازدحاماً بالسكان ومن الهفوف يسير الخط جنوباً إلى عين حرض وهي حقل آخر للزيت ومنطقة غنية بثرواتها الزراعية الكامنة ومن عين حرض تتغير اتجاهها إلى الغرب وبعد أن تقطع رمال الدهناء تصل إلى الخرج حيث يزرع أكثر من 3000 فدان بالفواكه والخضراوات والحبوب والعلف لاستهلاكها في الرياض وأخيراً بعد أن تقطع سكة الحديد أرضاً وعرة تحيط بها صخور منحدرة تصل إلى الرياض عاصمة البلاد. عندما تنتهي سكة الحديد تكون تكاليفها حوالي 200 مليون ريال سعودي»، وأشار كتيب سكة الحديد صفحة 14 إلى أهمية هذا الخط الحديدي بقوله: «مازلنا حتى الآن نتكلم بصورة عامة عن أرض بلادنا ومواردها وكيف ستساعد السكة الحديدية التي وهبنا إياها جلالة الملك على تقدمها، ولكن ماذا نقول عن الناس أنفسهم؟ ترى ما هي قيمة السكة الحديدية بالنسبة إليهم؟ نستطيع بعد التأمل في سجلات المرحلة الأولى من تاريخ السكة الحديدية أن نقول إن أهميتها فوق ما كان يخطر ببال أحد، فإن الخدمات التي تقدمها السكة الحديدية تجلب الناس إلى المناطق التي تمر فيها وهي للتاجر والصانع والمزارع على السواء وسيلة رخيصة وسريعة لنقل البضائع وهي تفسح مجال العمل للصانع الماهر فهنالك عدد لا يستهان به من سكان البلاد يقيمون في المنطقة التي تمر فيها السكة الحديدية».
ويضيف الكتيب: «ومن الجدير بالذكر أنه عندما بدأ إنشاء السكة الحديدية كان الظن السائد هو أن شحن البضائع سيحتل المكان الأول في العمل وأنه لن يزيد عدد الذين يركبون العربات في كل عام عن خمسين ألفاً ولكن بلغ عدد الذين ركبوا القطار في العام الماضي حوالي مائتي ألف شخص أي أربعة أضعاف العدد المنتظر مع العلم بأن الإنشاء لم يكن حينئذ ولم يكن الخط بدأ العمل فيه كلياً».
وكان العمل قد بدأ مباشرة بعد أن أمر الملك عبدالعزيز بإنشاء سكة الحديد فشرع العمال مستخدمين جرافات ضخمة ومعدات أخرى لنقل التراب وتسوية الأرض فشرعوا في بناء أرضية الخط من الرمل والحصى الموجود على سطح الأرض بإزاء الطريق، ولحسن الحظ لم يتطلب الجزء الأكبر من الطريق إلا اليسير جداً من الرصف ولكن ظهرت بعض الصعوبات مع ذلك في الأراضي السبخة وفي رمال الدهناء وفي ذات مرة حدث أن اختفت جرافة اختفاءً تاماً في إحدى الأراضي السبخة وفي مناطق الرمال المتنقلة كثيراً ما يبذل العمال جهداً جهيداً للمحافظة على معدل أدنى للعمل وجعل الردم عالياً ليجعل الرمال تهب عبر الخطوط دون تراكم فوقها وقد بلغ الردم في بعض الأماكن في الدهناء تسعة أمتار، وبعد إتمام أرضية الخط شرع في مد الخطوط واستخدام بين 100 و 300 من الرجال لهذا العمل وكان مد الخطوط يتراوح بين 100م في اليوم في الدهناء و2000م في اليوم في بعض المناطق حيث كان الردم قليلاً جداً.
ضرب أول مسمار على بعد أمتار قليلة من الخليج العربي نحو البر حيث توجد الآن خطوط فرعية تسير إلى الميناء ومدينة الدمام فتلتقي هذه الخطوط وتسير مستمرة كخط واحد باتجاه الظهران ومنذ أن ضرب ذلك المسمار الأول ضرب 5 ملايين غيره وتثبت هذه المسامير 105300 قضيب بالأربطة الممتدة على أرض الصحراء.
شكلت أول هيئة حكومية للسكة الحديدية في سنة 1368هـ حين اقترب إنشاء الخط من بقيق، ووظف اثنان من الأمريكيين الخبراء في السكك الحديدية وهما مستر جولدي مديراً للسكك الحديدية ومساعده مستر شابل ووضعا برنامجاً للتنظيم والإنشاء أقره الملك عبدالعزيز وحكومته وألزمهم الملك المؤسس بتدريب الكفاءات الوطنية فتعلم المتقدمون من السعوديين إدارة القاطرات وإعداد بينات البضائع وتحويل القطارات وتعلم أيضاً نظار المحطات إرسال الإشارات والاتصال بالراديو وغير ذلك من الأمور التي تتعلق بأعمال السكة المتنوعة، وعندما أصبحت منظمة السكة الحديدة أكثر استقراراً وضعت برامج جديدة للتدريب لمدة ثلاثة أشهر لمن لديه المؤهلات المطلوبة.
وجاء في الجزء الأول من تقرير صحيفة أم القرى: «فالواقع أن أهم عنصر من عناصر سكة الحديد هو العنصر البشري، فقد صرف وقت في بناء السكة ولكن صرفت وقت في تدريب الرجال الذين يقومون بأعمالها والبعض من مواطنينا الذين يسيرون القطارات الضخمة اليوم لم يسبق لهم أم رأوا قاطرة قبل خمس سنوات مضت»، وممن عمل من السعوديين في قيادة القاطرات عبدالعزيز بن إبراهيم بن سليمان الدريويش وهو من السائقين الأوائل لقطار الدمام - الهفوف - الرياض ومنهم كذلك صالح العيد الذي عمل في سكة الحديد 1368هـ، ومنهم كذلك محمد بن علي بن عبدالله القرني الذي حصل على دبلوم معهد السكك الحديدية في 3-8-1368هـ ومن اللحظات الجميلة في حياة القرني هي قيادته القطار الذي سيسير لأول مرة في رحلة رسمية إلى الرياض والأجمل هو أن الملك المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز هو من سيكون في مقدمة مستقبليه وقد استمر القرني سائقاً للقطار لأكثر من 10 سنوات. وقد ساق الكتيب الذي وزع في حفل الافتتاح بعض الإحصائيات ومنها: عدد السعوديين العاملين في المشروع 416 مواطناً بنسبة 51 في المائة من مجموع العاملين (816) بين عرب وأمريكان وإيطاليين وغيرهم، كما بلغ عدد القضبان المستخدمة 105300 قضيب كل قضيب بطول 7م كما بلغ الركاب الذين استقلوا القطار في عام 1951م من الظهران إلى الدمام بواقع 407147 تذكرة وكانت التذاكر دائمة بقيمة أقل من قرش سعودي للميل الواحد وقيمة تذكرة النقل لمسافات طويلة 1.45 قرش للميل الواحد.
ونشرت صحيفة أم القرى خبراً عن قرب انتهاء المشروع وافتتاحه وذلك في عددها 1383 الصادر في يوم الجمعة 18 محرم 1371هـ الموافق 19 أكتوبر 1951م: «وصلت السكة الحديدية إلى الرياض ويجري العمل الآن بهمة في بناء محطتها ومستودعاتها وسيجري الاحتفال بوصولها إلى الرياض إن شاء الله» ثم نشرت في عددها الذي بعد 1384 بتاريخ الجمعة 25 محرم 1371هـ الموافق 26 أكتوبر 1951م خبراً بعنوان «تشريف جلال الملك المعظم، الاحتفال التاريخي الرائع في الرياض بوصول السكة الحديدية إليها من الدمام: «جاءتنا من الرياض البرقية التالية: الرياض 19-1-1371هـ، أصبحت مدينة الرياض صباح يوم السبت 19-1-1371هـ وهي تتطلع إلى نبض الحياة الجديدة التي أراد الله تحقيقها للمملكة العربية السعودية على يد العاهل العظيم جلالة الملك المفدى ضمن ما حقق لها من مشروعات على يد جلالته، خرجت الرياض بجميع طبقاتها ركباناً ومشاة ومعهم وفود كثيرة من أنحاء المملكة» وأضافت الصحيفة تصف الحفل: «وبعد ذلك تقدمت أول قاطرة على الخط الواقع أمام الاحتفال وأخذ المذيع يشرح للمستمعين كل المعلومات العامة عن القاطرة وهي أن قوتها ألف حصان تسحب من ورائها حمولة 1050 طن وترتبط بها عدة عربات وركاب الدرجة الأولى والثانية ثم عربات نقل خمسة وحاملة زيت وبعد ذلك مرت قاطرة أخرى بنفس قوة الأولى وذات عربات مختلفة مزودة بالكهرباء وتكييف الهواء وعربات للمطبخ وللمطعم وحافظات الثلج» وكان الملك عبدالعزيز حين رأى أول قاطرة وهي تتلون باللون الأبيض والأخضر يردد «الله أكبر الله أكبر»، كما ظهر في الحفل اهتمامه بالمشروع ومخرجاته والحرص منه على التنفيذ الدقيق ليخدم بلاده وشعبه حيث قالت الصحيفة في خبرها: «وكان جلالة الملك دائم الأسئلة عن كل صغيرة وكبيرة» بل إن مدير المسؤول قال للملك إن هناك قاطرة كبيرة انطلقت من الدمام قبل ساعات وتحتاج ساعة للوصول فقال الملك عبدالعزيز: «سأنتظرها مهما طال الوقت لأننا نريد أن نطمئن على أول قافلة نقل تحمل بضائع وحاجيات الناس فقال المدير أخشى أن يطول الانتظار فأكد جلالته رغبته في الانتظار فسر الحاضرون بذلك وأن جلالته دائم الحث والسؤال عن السكة الحديدية» ثم تقدم مدير الشركة بالهدية التقليدية وهي عبارة عن مسمار ذهبي ومطرقة كبيرة ذهبية أيضاً مكتوب في حافتها (السبت 19 محرم 1371هـ الاحتفال الملكي بوصول أول قافلة إلى الرياض)، وحين رأى ولم يتوقف اهتمامه بهذالافتتاح والسؤال والاستفسار بل كان على اهتمام دائم بالسكة الحديدية لعلمه بأهميتها وما يعود على الاقتصاد من خلاله بالفوائد والعوائد التي تعمل على النمو والحضارة، ففي يوم الأحد 8 ربيع الآخر1371هـ زار محطة السكة الحديدية بالرياض وتفقد 7 عربات جديدة معدة للركاب وهي من أحدث طراز في العالم وكانت مجهزة بجميع وسائل الراحة ومكيفات الهواء، وقد استقل الملك عبدالعزيز يرافقه ولي عهده الملك سعود رحمه الله وتحرك القطار بالعربات الجديدة وسارت بالملك المؤسس ومن رافقه نحو 20كم وعاد بهم إلى المحطة.
وجاء تحت عنوان المستقبل في كتيب (سكة حديد الحكومة السعودية وميناء الدمام) والذي وزّع في حفل الافتتاح 1371هـ: «إن مستقبل المملكة العربية السعودية مستقبل زاهر حيث إمكانية الصناعة ففي بلادنا موارد قوة ضخمة فالشمس والغاز الطبيعي والبترول فيها من القوة لأجيال عديدة في المستقبل» وهنا نقول إن ما خطط له المؤسس ووضع قواعده قد نما وأثمر على يد أبناء المؤسس البررة، ونعيش اليوم تحت ظل قيادة حكيمة من لدن خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان قفزات نوعية وتطور مبهر جعل السعودية العظمى في مصاف الدول المتقدمة المتحضرة، فنسأل ربنا الكريم أن يديم على هذه القيادة الرشيدة وعلى وطننا العظيم التوفيق والسداد والأمن والأمان والعزة والرفعة.