كلما نشبت الحرب في مكان من العالم، حل معها الدمار والخربان، تبدأ الحرب والشيطان يفتح باب الجحيم. الحرب تندلع عندما تغيب العقل، الحرب تنشب عندما تفشل الدبلوماسية، الحرب تبدأ لحل مشكلة ولكن تفتح باب المشاكل، الحرب تكون لحل نزاعات سياسية بين البلدين، والحرب أسوأ وسيلة لحل النزاعات، الحرب حرب لا خير فيها، وما أن تنتهي الحرب حتى تبدأ حرب أخرى.
ولطالما يعانى الإنسان تمزقات بين الأحاسيس بجمال الحياة والتوهان في بؤسه، فكان عليه العيش بين متناقضاتها، لذلك يسعى أبداً لتحرير نفسه من الحروب، وهو يعلم في جوهره أنها ليست ذات فائدة، إلا أنه مستمر في أدائها يديرها فيقتل بها ويُقتل فيها، وهنا يجب على الإنسان أن يقرر مصيره ومصيرها بعد أن يحدد اتجاهه ومسيره على أسس علمية وعملية، لأن العالم ما زال تحت اللحظة في حالة حرب باردة أو ساخنة.
الحرب تنتج الشقاء الاجتماعي وتغرق الناس في البؤس وتفقد التوازن والتضامن وتنهي التعاون، وتضع القوة في معاصم البعض القليل على حساب الكثرة، وهذا ما يفقد السلام سبله، ويدخل الكل إلى ساحات الصراع الذي يدفع إلى الحرب بما أن السلام هو الذي يمنح المجتمعات استقراراً اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً. السلام يرسخ قيم التسامح والحوار والتعايش في تحقيق الأمن والأمان والاستقرار لجميع شعوب العالم.
الحرب لن تحل مشكلة، بل تزيد المشاكل، ولن يخرج من الحرب أحد منتصراً، وأن كل ما ستفعله الحروب هو المزيد من المأسي والآلام والدمار والخربان. ظهر الفساد في البر والبحر، وأصبحت الأرض ساحة للموت والحروب والقتال، ولم تعُد الأرض مكاناً للسلام والمحبة.
هل يمكن لنا أن ننجز فكراً جديداً يقود عوالم الحياة للاعتراف بشكل أو بآخر بإنسانية الإنسان، هل يمكن أن يكون العالم لا خوف فيه ولا إرهاب، لا حرب فيه ولا اكتئاب؟ هل يمكن أن يكون العالم يسيطر فيه الأمن والسلام؟ هل يمكن أن العالم يخلو من الحروب، العالم يقوم على تعاون الأمم والشعوب، العالم يعم فيه السلام؟ عونا نخلق لنا عالما متسالما ولو كان على الورقة إذا لم يكن ممكنا على أرض الواقع؟