عبده الأسمري
اسمه يغلب اللقب وصيته يهزم التعريف.. فالصحافة داره والإبداع مداره.. اقتفى أثر «المعارف» واحتفى بتأثير «المشارف».. وتسلق «معارج» الرأي ببوح «الجرأة» وكتب «مناهج» الرؤى بروح «الوضوح»..
بين ثنايا التحرير والتعبير كتب جملته الفعلية من فعل «الشفافية» معتلياً «صهوة» الكلمة ليكون الضمير المتصل لأفعال «التأثير» و»المصدر الصريح» لامتثال «الأثر»..
نال «الرضا» وحظي بالقبول واشتهر بالصدق وتحمل «المجازفة» رغماً عن «تعقيدات» المسائل المطروحة و»ردات» الأفعال المفتوحة.
عمل ممهوراً بمهنية «باذخة» ومشهوراً بخبرة «فاخرة» فكان فعله الماضي منصوباً بفتح «الهمة» وتشكل في ضمير حاضر تقديره «هو» لتكون عباراته «الشهيرة» متاحة للإعراب في خضم «الإقالات» ووسط همم «المقالات» مشكلاً «ظاهرة» بشرية من الإبداع.. ظلت «لغزاً» محيراً بلغة «الانفراد» وعزاً مسيراً بناتج «التفرد»
على صدر الصفحات الأولى من «الصحف» جمع «غنائم» التنوير وأستأثر بـ»مغانم» التطوير.. متخذاً من ذاته «مكاناً» قصياً يلوذ به حين الاختلاف.. ومن وجدانه «ركناً» شديداً يفر إليه وسط الائتلاف.. فكان «فاعل» العناوين الذي سير «التفاصيل» إلى «توصيات» كانت منبعاً للتسديد ومعبراً «للتجديد» إنه رئيس صحف البلاد والوطن والشرق الأسبق الكاتب الشهير قينان الغامدي أحد أبرز رؤساء التحرير وكتاب الرأي في السعودية والخليج..
بوجه «جنوبي» وسيم الملامح قويم المطامح وعينين كحيلتين واسعتين وتقاسيم تتوارد منها سمات «النبوغ» وتتسطر وسطها صفات «التهذيب» وشخصية تعتمر الأزياء الوطنية الأنيقة الموشحة بالبياض وكاريزما تتقاطر «حنكة» وتتباهى «حكمة» وصوت جهوري تسمو فيه عبارات زاخرة واعتبارات فاخرة تكاد ترى بالبصر ولغة فصيحة حصيفة مقامها «التخصص» وقوامها «الاختصاص» وجزالة لفظية تسمو بالمعاني وتزهو بالتفاني قضى الغامدى من عمره عقودا وهو يؤسس «أركان» الإعلام بحس «الخبير» ويرسخ «أصول» المهام بإحساس «القيادي» ويكتب «فصول» الإلهام باستئناس «الريادي» تربوياً وصحافياً ومسؤولاً وكاتباً وقيادياً كتب سيرته بمداد «الخبرات» ورسخ مسيرته بسداد «الإنجازات»..
في «الباحة» الشهيرة بزف «المؤثرين» إلى منصات التميز ولد عام 1957 في قرية «الطويلة» المختالة وسط الاخضرار في يوم «شتوي» توشح بالفرح واتسم بالمرح بين «جيران» المكان وانطلقت «الأهازيج» السروية و»المواويل» الجنوبية لتقطع سكون «القرى» بأصداء «البشائر».. تفتحت عيناه على «أب» كريم و»عائلة» متفانية و»قبيلة» متعاضدة وانخطف طفلاً لمناظر تلك «النسوة» اللاتي أحطنه بالحنان الباكر ليملأن «الفراغ» المبكر بعد «رحيل» أمه.. فنما وفي قلبه «توجيه» والده و»وجاهة» أسرته.. محفوفاً برعاية «أمهات» قرويات كن له بمثابة «البهجة» ومثوبة «المهجة» فكبر وسط «العرفان».. وتربى في «أحضان» المعروف..
أطلق ساقيه للريح مراقباً «أناشيد» الرعاة والحماة في حقول قريته وجلسات «الكرم» في مرابع ديرته فتلحف برداء الفطرة وتشرب من وعاء البساطة حيث ركض صغيراً مع أقرانه بين بيوت الطين ومرابع «الطيبين» وبين مزارع «الأولين» وحقول «الأقربين» وتعتقت أنفاسه باكراً بروائح الريحان والكادي والياسمين وتشربت روحه لوائح الانتماء بين النفس والبشر والبيئة.
انجذب قينان إلى ملامح «الأمان» في «سحن» الوجوه الجنوبية ومواقف «الاطمئنان» في متن الوجاهة القروية التي كانت ترى «الألفة» عنوانا لكل تفاصيل الحياة.
تجاذب مع احتفالات طفولية بالمطر والضباب ليعيش «المساء» أمام «تراتيل قروية مذهلة» تناغمت مع موهبة موغلة ليجعل كشكوله «الملون» الممتلئ بقصاصات «الصحف» وقصص»الذات» و»أمنيات» الصغر منهجاً خاصاً يزاحم «كتبه» الدراسية في الأولوية والمفاضلة وسط حقيبته المكتظة بالذكريات.
جال قينان بين هضاب بلدته مراقباً حكايات «الفضلاء» ومرويات «النبلاء» مقتنصاً من «وجوه» البسطاء لوحات فنية وتشكيلات معنوية أبقته في «ألفة مستديمة» مع الإنسان والطبيعة والتطبع في «ديار قومه» والتي كانت «خلطة سرية» لبطولته لاحقاً وسط مشارب المدينة وبين مسارب الغربة.
درس في الباحة ثم انتقل وهو ابن الـ12 ربيعاً إلى الطائف وظل يتردد على مكتبات «المدينة» الحالمة ملاحقاً أضواء «المعرفة» في المكتبات العتيقة في «باب الريع» مراقباً نداءات «الكادحين» في «برحة القزاز» ودعوات «الفالحين» في مسجد «العباس».. مولياً أحلامه قبلة المعهد العلمي الذي تخرج منه عام 1975 بتقدير امتياز.
ارتكن قينان للعصامية المبكرة حيث استغل إجازات المعهد في العمل بين عامي «1971 و1972» عاملاً في مخرطة ووسط منجرة وكاتباً للمعاريض..
التحق بعد تخرجه بدورة المعلمين بمكة وتخرّج فيها بتقدير ممتاز في 1976، وواصل مهمته حتى نال دبلوم كلية إعداد المعلمين بالطائف في تخصص اللغة العربية والاجتماعيات بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى عام 1980ثم حصل على بكالوريوس اللغة العربية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بنظام الانتساب عام 1982 وعمل في التعليم معلماً ومديراً حتى عام 1989.
ولأنه مسكون بالتنوع فقد حصد عدة دورات في المسرح والإدارة وعمل حكماً للدرجة الأولى عام 1986.. أحب الصحافة منذ وقت باكر وظل يكتب بعض المشاركات في مجلة اقرأ وعمل متعاوناً مع عكاظ ثم مديراً لمكتبها في الطائف وفي عام 1987 انتقل إلى جدة، ليعمل سكرتيراً لتحرير صحيفة «عكاظ»، لمدة عامين ثم قرر الاستقالة من التعليم في «مغامرة» بريئة و»مثابرة» جريئة وركض في بلاط صاحبة الجلالة متفرغاً مارس هوايته إلى أن وصل مديراً للتحرير، ثم نائباً لرئيس التحرير، في رحلةٍ امتدت حتى سبتمبر 1996 وكان فيها كاتباً أسبوعياً ثم انتقل في مهمة جديدة عندما تعين رئيساً لتحرير صحيفة البلاد التي نقلها من مرحلة «الإنعاش» إلى رحلة «الانتعاش» وأمضى فيها عصراً وصف بالذهبي حيث صنع للصحيفة العتيقة «اضاءات» الانتشار رغماً عن حدة «التنافس» ثم تعين رئيساً لتحرير صحيفة «الوطن» من عام 1998 حتى عام 2002 حيث تمت إقالته.
وفي أكتوبر 2009، تم تعيينه رئيساً لتحرير صحيفة الشرق اليومية التي سجل فيها «نجاحات» كبرى رغم مزاحمة «التقنية» مبرهناً على سطوع «الاحترافية» على أيدي «فريق» العمل المختار وفق رؤيته وظل بها حتى تمت إقالته في فبراير 2013.
يعد الغامدي من أشهر كتاب المقالات في الوطن العربي لما يتمتع به من «جرأة» و»إصرار» و»حماس» وكتب في صحف «الشرق» و»عكاظ» و»الوطن» و»البلاد» ومكة في فترات مختلفة سواء أُثناء عمله فيها أو خارجه
قينان الغامدي.. وجه «الإعلام» المثير للفضل.. والصحافي الخبير والكاتب الشهير الذي ترافع عن غاية «الهوية» الحقيقية ورفع راية «الحرية» المنطقية وحمل لواء الصحافة بحس «الوطني» وإحساس «المهني» مسجوعاً بمهنية قارع بها «خصوم» الإصلاح ومشفوعاً بإنسانية أسعد فيها «زملاء» المهنة.