رمضان جريدي العنزي
الكذب والزيف والمراوغة والتلون والنفاق والخداع والغرور والتعالي، عناوين خادعة، وأفعال باهتة، وترويج لأعمال غير حقيقية، وسوء نية، هدفها تمويه المتلقي وخداعه، وهي مخالفات سلبية للأخلاق والمبادئ والقيم، المراد منها التحريف، وتهميش الحقيقة كاملة، وهي تمثيليات كاذبة، وادعاءات مضللة، وتنظيرات غير صحيحة، وسراب من غير ماء، إن ديننا الإسلامي الحنيف ينفي هذه العناوين كاملة، ويلفظها لفظاً، ويمقتها أشد المقت، ويرفضها كل عاقل سوي، إن البعض وظف ملكة عقله وذكائه في هذه العناوين المنافية للفطرة الإنسانية السليمة، نتيجة الأهواء والمبتغيات، وتفنن فيها أشد التفنن، ابتغاء زينة الحياة ومكاسبها وإطراءاتها، وهي معضلات نفسية وسلوكية وتربوية، وعلة كبيرة، جالبة للآفات والخرابات الحسية والمعنوية، التي تغتال العقل والحقيقة وتقيدهما بسلاسل متينة، وتترك أثراً سلبياً، نتيجة الخرافات المذمومة، والتبلد الفكري والعقلي، إن من احتقر الحقيقة، واستخف بالوضوح، وهمش النقاء، واستهزأ بالمبادئ والقيم، وانجر وراء الطيش والأهواء، كذباً وزيفاً وخداعاً، وخاض في هذه العناوين بجرأة مقيتة، سينتكس انتكاساً مريعاً، وسينكشف انكشافاً بائناً، لا يعوضه الندم والتأسي، إن العقلاء أصحاب المروءة والسمت والنبل، لا تستخفهم هذه الأعمال، ولا يطربون لها، لهم جودة عقل، وحسن فكر، ولغة منطق، وثبات موقف، لا يكذبون، ولا يخدعون، ولا ينافقون، وبعيدون كل البعد عن الغرور والتعالي والبطر، إنهم يقفون على أرضية صلبة أساسها الصدق والحقيقة والشفافية والوضوح، إن الأعمال والأفعال الصادقة عند هؤلاء المميزين هي الشعارات البارزة، والعناوين الكبيرة، إن العقول الفاهمة الواعية، هي التي تعمل بكفاءة واقتدار، عكس العقول القاصرة، فهي تعمل وفق الأهواء والنزوات، إن الإنسان السليم الخالي من موبقات النفاق والخداع والتلون، لهو أفضل حالاً، وأحسن صفة، وأصفى قلباً، وأخلد ذكراً وأثراً في الدنيا، عاش في الدنيا بعافية، وضمن الدرجة العالية في الآخرة.