د. أبو أوس إبراهيم الشمسان
من أهم جوانب تاريخ قسم اللغة العربية وآدابها أساتذة من غير السعوديين درّسوا فيه، ومعظم المعلومات التي أذكرها مأخوذة من الشابكة من مواقعها كموسوعة يكيوبيديا أو غيرها. من هؤلاء الأساتذة الأفاضل:
1-مصطفى فهمي السقا (من مصر):
ولد في عام 1895م/ 1312ه، وهو من أهم شيوخ التحقيق، شارك في تأسيس مركز تحقيق التراث العربي بدار الكتب المصرية، حقق عددًا من الكتب منفردًا أو مشاركًا، مثل: سيرة ابن هشام، وفقه اللغة وسر العربية للثعالبي، ومعجم ما استعجم للبكري، وله جملة من الكتب والمقالات، ومن أهم تلامذته حسين نصار، ود. مهدي المخزومي. والسقا هو أول رئيس تولى رئاسة القسم منذ 1379إلى 1384ه، وتوفي رحمه الله 1969م/ 1388ه.
2- د.مهدي المخزومي (من العراق):
خلف السقا في رئاسة القسم تلميذه د.مهدي المخزومي (من العراق) من عام 1384حتى 1388ه.
حين انتظمت في كلية الآداب عام 1389ه كان قد غادر القسم. وحدثنا أستاذنا د. محمد لطفي الصباغ أن المخزومي درّس الطلاب وفاقًا لمذهبه التجديدي، فلما تعينوا مدرسين وجدوا عنتا في تطبيق مناهج وزارة المعارف، وهذا اقتضى إعادة تأهيلهم وفاق النحو المالكي المعتاد.
ولد مهدي بن محمد صالح بن حسن المخزومي في مدينة النجف الاشرف سنة 1919م، ورشح المخزومي للبعثة العلمية العراقية إلى مصر سنة 1938م. وبعد حصوله على درجة اللسانس عاد إلى العراق، واشتغل في التعليم حتى ابتعث مرة أخرى إلى مصر، فدرس الماجستير وأعد رسالة (الخليل بن أحمد الفراهيدي: أعماله ومنهجه) بإشراف إبراهيم مصطفى، وأما الدكتوراه فكانت (مدرسة الكوفة ومنهجها في دراسة اللغة والنحو) بإشراف الأستاذ مصطفى السقا، الذي أشرف على تصحيح تجارب الكتاب حين نشرت الرسالة، وكانت ترسل إليه وهو في الرياض 1377ه/ 1958م. ومن أهم كتبه (في النحو العربي: نقد وتوجيه- بيروت 1964)، و(النحو العربي: قواعد وتطبيق على ضوء المنهج العلمي الحديث-مصر 1966م)، (الفراهيدي عبقري من البصرة)، (الخليل بن أحمد الفراهيدي: أعماله ومنهجه)، (الدرس النحوي في بغداد)، (أعلام في النحو العربي)، واشترك مع إبراهيم السامرائي في تحقيق ( كتاب العين- بغداد-وزارة الثقافة والإعلام 1980-1985م). توفي رحمه الله عام 1993م أثناء إجابة سؤال سأله به د.زهير غازي زاهد.
3-مصطفى شكري محمد عياد (1921-1999م):
أستاذ الأدب والنقد في جامعة القاهرة، صاحب الأعمال العلمية الرائدة، كان مجليًّا في الكتابة العلمية والإبداعية الأدبية؛ فله عدد من الكتب منها: (البطل في الأدب والأساطير)، و(القصة القصيرة في مصر: دراسة في تأصيل فن أدبي)، و(موسيقى الشعر العربي)، و(الرؤيا المقيدة: دراسات في التفسير الحضاري للأدب)، و(مدخل إلى علم الأسلوب)، و(دائرة الإبداع: مقدمة في أصول النقد)، و(المذاهب الأدبية والنقدية عند العرب والغربيين)، ومن أعماله القصصية: (المستحمة)، ,(ميلاد جديد)، و(طريق الجامعة)، و(زوجتي الرقيقة الجميلة)، و(رباعيات)، و(حكايات الأقدمين)، و(كهف الأخيار)، و(في البدء كانت الكلمة)، و(العيش على الحافة) سيرة ذاتية. ومن أهم أعماله كتاب أرسطوطاليس في الشعر: نقل أبي بشر متى بن يونس القنائي من السرياني إلى العربي تحقيق مع ترجمة حديثة ودراسة لتأثيره في البلاغة العربية (1967)، ولإنجاز ترجمة حديثة انتظم في دروس اللغات الشرقية فتعلم السريانية مع الطلاب حتى أتقنها ثم ترجم كتاب الشعر ونشرت الترجمتان متناظرتين في كتاب واحد فصفحة بترجمة متى وصفحة تقابلها بترجمة عياد. نالته جوائز: جائزة الدولة التقديرية في الآداب (مصر) ـ 1988. وجائزة الكويت للتقدم العلمي (الكويت) ـ 1988. وجائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي (المملكة العربية السعودية) ـ 1411هـ، 1992م.
علّمنا في القسم النقد الأوربي مع إشارات إلى ما يوازي ذلك في النقد العربي القديم، كان يملي مادة المقرر عن ظهر غيب؛ فلم ينظر في كتاب أو ورقة سوى مرة واحدة أراد ترجمة نص أعجمي فأملاه لنا من الكتاب مترجمًا. أحببناه لعلمه ولهدوئه ولخلقه الرفيع.